"آل بودنبرك" ـ رواية الكاتب المعروف توماس مان على شاشات السينما
١٦ ديسمبر ٢٠٠٨تشهد دار السينما" ليشت بورغ" في مدينة إسن الألمانية اليوم، و بحضور الرئيس الألماني هورست كولر، العرض الأول لفيلم "أل بودنبرك". هذا الفيلم، الذي يستند في أحداثه على رواية تحمل نفس الاسم؛ " آل بودنبروك"، والتي تعد من أكثر الروايات الألمانية شهرة في القرن العشرين، و نال عنها كابتها، الروائي الشهير، توماس مان جائزة نوبل عام 1929.
ولازالت هذه الرواية حتى يومنا هذا موضع اهتمام وجذب الكثير من القراء، لاسيما الشباب منهم. فهي تتحدث عن مصير الأجيال عبر العقود وما تتعرض له هذه الأجيال من ضربات موجعة من القدر المكتوب. تدور أحداث الرواية حول قصة القنصل جان بودنبروك، عميد عائلة بودنبروك، الذي كان يتمتع بالجاه والمكانة العالية في مدينة لووبك الألمانية.
"آل بودنبروك" والتحولات في عالم المال
جان بودنبروك، حسب الرواية، كان تاجراً ناجحاً لم يعرف في مسيرة حياته العملية سوى الصفقات الناجحة التي تدر أرباحاً طائلة. غير أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، حيث تتغير الأوضاع وتنقلب الأمور، حيث يمنى القنصل جان بالخسائر، ليدرك حينها أن الزمن لم يعد في صفه بل في صف خصمه هاغنشتروم.
وتعرض هذه الرواية صورة لعالم المال والاقتصاد، كما تسعى الراوية إلى التركيز على التحولات التجارية والاقتصادية التي شهدها مطلع القرن العشرين. ولعل أكثر شيء يثير الدهشة هو التشابه الكبير بين أحداث الرواية وبين الأوضاع الاقتصادية الحالية، حيث الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد العالمي.
"رواية القرن"
والجدير بالذكر أن رواية " آل بودنبروك" صدرت في عام 1901 واستطاعت آنذاك أن تحقق نجاحاً أسطورياً لا مثيل له جعلت من مؤلفها الروائي توماس مان نجماً عالمياً. وبالرغم من روح الكلاسيكية التي تتميز بها هذه الرواية إلا أنها مازالت محتفظة بمكانتها الراسخة بين روايات القرن العشرين في الأدب الألماني والعالمي.
ورغم التكاليف الباهظة التي تم صرفها على هذا الفيلم إلا أن المخرج هاينريش بريلور والمتخصص في إخراج روايات توماس مان وخاصة بعد نجاحه في إخراج الثلاثية التي تحمل اسم " رواية القرن "، قام بنقل الرواية بتفاصيلها الدقيقة إلى المشاهد، الأمر الذي أثقل الفيلم وأفقده دراميته في كثير من الأحيان.