"أداء الحكومة الألمانية على الصعيد الخارجي أفضل مما كان متوقعا"
٢٧ ديسمبر ٢٠٠٧أعرب رئيس المعهد الألماني للدراسات السياسية والأمنية الدولية، فولكر بيرتيس، الذي يعد أهم مستشار للسياسة الخارجية الألمانية، عن اعتقاده بأن "أداء الحكومة الألمانية على الصعيد الخارجي كان لهذا العام أفضل بكثير مما كان متوقعا"، وذلك في تصريحات نقلتها عنه صحيفة تاغزشبيجل الألمانية.
كما أوضح الخبير الشرق أوسطي المخضرم أن برلين قد بذلت جهودا ضخمة من أجل دفع سياسة محاربة التغيرات المناخية إلى واجهة الأضواء وذلك خلال قمة الثماني في هايليجندام، بالإضافة إلى مساهمتها الكبيرة في إرساء قواعد معاهدة الإصلاح الأوروبية التي أطلق عليها فيما بعد بــ "معاهدة لشبونة" وذلك أثناء تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من العام الجاري.
"وقف تخصيب اليورانيوم نتاج للمفاوضات"
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني قال بيرتيس إن الموقف الألماني تجاه هذه القضية الشائكة قد أثبت صحته، حيث أضاف قائلا: "كنا محقين في فرضيتنا بأن هناك في طهران لاعبين سياسيين عقلانيين لديهم استعداد للتعاطي مع المطالب والعروض الدولية سواء أكانت على شكل محفزات أم عقوبات". وجاءت هذه التصريحات تعقيبا أيضا على التقرير الذي نشرته الاستخبارات الأمريكية حول النشاطات النووية الإيرانية، والذي أشارت فيه إلى أن إيران لا تعكف حاليا على تطوير قنبلة نووية.
كما طالب الخبير المختص بالدراسات الشرق أوسطية ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز الحوار مع إيران في العام القادم، كما دعا في الوقت ذاته الجانب الأمريكي إلى التوقف عن فرض الشروط المسبقة لبدء حوار بين طهران وواشنطن قائلا: "إذا أردنا أن يتوقف الإيرانيون عن تخصيب اليورانيوم فإن ذلك يجب أن يكون ثمرة ونتاجا للمفاوضات وليس شرطا مسبقا لها".
صراع بين ديوان المستشارية ووزارة الخارجية؟
وفي الشأن الداخلي الألماني اعتبر بيرتيس أن تولي وزير الخارجية، فرانك فالتر شتاينماير، منصب نائب المستشارة لن يؤدي إلى صراع بين ديوان المستشارية وزارة الخارجية، حيث أضاف قائلا: " عندما يقول شتاينماير إنه سيعمل يدا بيد مع المستشارة ميركل فإنه صادق في ذلك".
غير أن عضو الحزب الاشتراكي الديموقراطي شتاينماير، الذي تولى منصب نائب المستشارة خلفا لفرانس مونتيفيرنج الذي استقال مؤخرا لأسباب شخصية، أكد أنه لن يتنازل عن موقفه المتعلق ببعض نقاط الخلاف مع التحالف المسيحي الديمقراطي مثل قضية وضع حد أدنى للأجور.
وعلى صعيد متصل أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مؤخرا أن نسبة 37% من الألمان يفضلون ترشيح شتاينماير للمنافسة أمام المستشارة أنجيلا ميركل، زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في انتخابات عام 2009.