أسواق المنتجات البيولوجية في ألمانيا تحقق طفرة جديدة خلال عام 2007
٢٣ فبراير ٢٠٠٨لم يكن المال السبب الوحيد في إقدام رالف مورمان على فتح متجر لبيع المنتجات الزراعية البيولوجية الخالية من الرواسب الكيميائية، لأن مردود المتجر، الموجود منذ 33 عاماً في احد أحياء مدينة بون الألمانية، كان كافياً لضمان عيش مورمان وعائلته. ومن الغريب أن يقف المتجر اليوم على أعتاب الإغلاق نهائياً، بالرغم من الازدهار الكبير الذي يشهده قطاع المواد الغذائية البيولوجية في ألمانيا. مورمان يلقي باللوم على المتاجر الكبرى، التي استحوذت على نصيب الأسد من أرباح أسواق المنتجات الغذائية البيولوجية قائلا: "لم نجن من ثمار هذه الطفرة الاقتصادية أي شيء يُذكر".
متاجر بيع المواد الغذائية البيولوجية بين الأمس واليوم
يقدم متجر مورمان ذات الألبان، التي تم إنتاجها بطريقة بيولوجية ، والتي تعرضها السوبر ماركات، التي لا تبعد أكثر من كيلومترين عنه، ايضا. ويوجد في المتجر الصغير واجهة لعرض أنواع مختلفة من الأجبان، كما هو الحال في غالبية أسواق المواد الغذائية في ألمانيا، إلى جانب الخبز الطازج والخضار والفواكه، التي تُزرع في مناطق قريبة من مدينة بون. لكن الزبائن يقصدون متجره منذ أن بدأت المحال التقليدية الأخرى ببيع المنتجات الغذائية البيولوجية.
هذا الأمر يدفع مورمان إلى النظر إلى تلك المنتجات، التي تعرضها متاجر بيع المواد الغذائية الأكبر، بنوع من الشك. لذلك فهو يشدد على "أن المنتجات البيولوجية لا تعني وضع كلمة بيولوجي على المعروضات فحسب"، ويضيف متذكراً الأيام الأولى لمتجره قائلاً: "عندما بدأنا هذا المشروع، كنا نريد تقديم منتجات زراعية أخرى وطريقة أخرى لتجارة المواد الغذائية، ولم نكن نريد أن نكون على شاكلة تلك الأسواق الكبيرة، التي لا تقدم سوى اللون الأخضر".
لكن اليوم أخذت متاجر بيع المواد الغذائية تبدى اهتماماً متزايداً بالمواد الغذائية، التي تنتج بطريقة بعيدة عن الإضافات الكيميائية والصناعية، وربما ينعكس هذا الاهتمام المتزايد في تنظيم المعرض الدولي للمنتجات البيولوجية الذي افتتح في مدينة نورنبيرغ الألمانية يوم الخميس الماضي (21 شباط/ فبراير) ويستمر حتى يوم غد.
مزيد من المساحة - مزيد من النجاح
بمساحته الصغيرة، التي لا تتجاوز 130 متراً مربعاً، فقد متجر مورمان مارات سلال المتاجر الكبرى، التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في ألمانيا وتقدم معروضات أكبر من المواد الغذائية البيولوجية، وهو ما ينسحب في النهاية على تلبية رغبات الزبائن، الذين بدؤوا يولون مثل هذه المواد الغذائية اهتماماً متزايداً. وعلى هذا التطور يعلق أندرياس غريبر من رابطة اقتصاديات المواد الغذائية البيولوجية: "يرغب الزبائن في توافر معروض أكبر من المواد الغذائية في المتجر، الذي يقصدونه. كما يضيف غريبر بالقول: "لذلك يستفيد بشكل رئيسي من الإقبال على شراء المواد الغذائية البيولوجية أصحاب فروع سلاسل المتاجر الكبرى، أو تلك التي يمكنها تقديم معروضاً أكبر منها". وهذا الأمر لا تستطيع المتاجر الصغيرة، التي تنتشر بشكل رئيس في الأحياء السكنية، توفيره.
أسواق سوبر ماركت المواد البيولوجية تشكل نموذجاً للنجاح
وبينما تقفل المحال الصغيرة أبوابها لكساد بضاعتها، تنمو المتاجر الكبرى المتخصصة ببيع المواد البيولوجية بشكل سريع، ففي عام 2007 وحده افتتح أكثر من 80 فرعاً في ألمانيا. وحتى مجموعة "ريفه"، وهي إحدى أكبر شركات المواد الغذائية في أوروبا، بدأت تهتم ببيع هذه المنتجات وتقدم معروضاً كبيراً منها في فروعها المنتشرة في ألمانيا. كما قامت قبل عامين بافتتاح سلسلة خاصة بها من المتاجر، التي لا تقدم سوى مواد غذائية بيولوجية.
ولا توجد حتى الآن سوى فروع قليلة لهذه الشركة العملاقة، لكن عددها يزداد بواقع فرعين إلى ثلاثة كل عام. المتحدث باسم المجموعة أندرياس كريمر يعلق على هذه الطفرة قائلا: "نريد توسيع سلسلة فيرليندن باستمرار، فتجربتنا في هذا المجال تشير إلى أن واقع هذه السوق الجديدة يفتح فرص استثمار كبيرة".
ليندا فيرأكه / إعداد: عماد م. غانم