Die Jagd auf Bin Laden
٨ أغسطس ٢٠١١عمل جون ماكلوفلين مديرا للمخابرات المركزية الأمريكية (سي .آي .إيه) من شهر تموز/يوليو وحتى شهر أيلول/ سبتمبر عام 2004، وكان نائبا للمدير من عامي 2002 وحتى 2004. أمضى 30 عاما في المخابرات الأمريكية تقلد خلالها مناصب رفيعة وعاصر 11 مديرا. وفي عام 2010 اختاره الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرئاسة مجموعة من خبراء الأمن القومي لفحص التحديات الاستخباراتية التي شكلها حادثان إرهابيان ضد الولايات المتحدة عام 2009. حاليا يعمل ماكلوفلين في مركز الدراسات الإستراتيجية التابع لجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور.
دويتشه فيله: عملت في المخابرات المركزية الأمريكية لأكثر من 30 عاما، متى سمعت أول مرة بأسامة بن لادن؟
جون ماكلوفلين: كان ذلك منتصف التسعينيات، حوالي عام 1996 لاحظنا أن بن لادن كان ممولا رئيسيا لنشاطات القاعدة والإرهابيين. كان قد انتقل من السودان إلى أفغانستان، وكنت في ذلك الوقت أُعد تقييمات للحكومة الأمريكية، وفي التقييم الرئيسي لعام 1997 ذكرنا بن لادن كخطر محتمل على الولايات المتحدة. ثم نفذت القاعدة هجومها على السفارة في عام 1998 وعلى المدمرة كول عام 2000 وتلاهما هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
حاولت الولايات المتحدة القبض على بن لادن قبل 2001، كيف تغيرت مطاردة بن لادن بعد 11 سبتمبر؟
كانت هجمات 11 سبتمبر صدمة قوية للولايات المتحدة، فكثفنا المطاردة بعدها. كان قبل ذلك قد شن هجمات على مصالح أمريكية بعيدا عن الأرض الأمريكية، طبعا حملناها على محمل الجد في عهد الرئيس كلينتون، لكن كانت هناك مشاكل أخرى كثيرة تشغل الولايات المتحدة. ورغم أهمية الأمر إلا أن الوضع اختلف بعد هجمات 11 سبتمبر حيث زادت إمكانياتنا وعدد الأشخاص الذين أوكلت إليهم مهمة مطاردته.
بعد هجمات 11 سبتمبر ودخول القوات الأمريكية أفغانستان، هرب قادة القاعدة إلى جبال تورا بورا، فكيف تمكن أسامة بن لادن من الإفلات من القوات الأمريكية هناك، وماذا كان رد فعلك حين عرفت بذلك؟
مازال هناك جدل كثير دائر حول ما جرى في تورا بورا. ولدي أصدقاء كثر يعتقدون أنه كان علينا القبض عليه هناك. لكن لدي أصدقاء شاركوا في مطاردته يشككون في إمكانية ذلك.
وجهة نظري الخاصة، مع احترامي لجميع من شاركوا في مطاردته، أن هذه المنطقة من أفغانستان شديدة الوعورة، بحيث كان يجب علينا إرسال عدد كبير من قواتنا من أجل زيادة احتمال القبض عليه. لم أكن واحدا ممن كان لهم حق اتخاذ القرار لإرسال قوات هناك، لذلك لا أعرف ما دار في خلد القادة العسكريين. لكن أنا لست ممن يعتقدون بأنه كان بالإمكان إلقاء القبض عليه هناك. وأعتقد أن حتى زيادة عدد القوات بشكل كبير لم تكن لتؤدي إلى القبض عليه، إذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة المنطقة الوعرة ومستوى معلوماتنا الاستخباراتية في ذلك الوقت.
هل صحيح أن الولايات المتحدة لم تكن بعد تورا بورا قريبة من العثور على أسامة بن لادن أو قتله، لحين العثور عليه في السنة الماضية وقتله قبل بضعة شهور؟
أعتقد أن هذا الانطباع العام صحيح عموما. كان هناك العديد من التقارير عن مكان وجوده من عام 2001 وحتى عام 2011، وأحيانا كثيرة اعتقدنا أننا حصلنا على معلومات دقيقة عن مكان وجوده بشكل عام وليس مكان وجوده حصرا. ثم نبحث ونبحث ولا نجده. ورويدا رويدا استبعدنا مناطق كانت قيد النظر. أعتقد أننا في ذلك الوقت الذي كنا نبحث فيه عن بن لادن، ركزنا أساسا على تفكيك الشبكة التي دعمته وتدميرها.
بكلمات أخرى: كانت وجهة نظرنا أن علينا مواصلة البحث عنه، وفي الوقت نفسه العمل على تدمير شبكات الاتصالات والبيوت الآمنة ومصادر تمويله ليس فقط من أجل إضعافه وتقليل احتمال وقوع هجمات إرهابية، بل أيضا من أجل عزله وتسهيل العثور عليه. وأعتقد أن هذا ما حدث فعلا في نهاية المطاف.
أنا أعتقد أن هذه الإستراتيجية كانت سليمة، فلو ركزنا على العثور عليه، لكنا ربما قد وجدناه، لكن كان سيبقى بعده تنظيم إرهابي متماسك وقوي. أما هذه الإستراتيجية فقد أدت إلى العثور على ابن لادن وإضعاف القاعدة.
لماذا كان من الصعب على الولايات المتحدة، بكل قدراتها و إمكانياتها الإستخباراتية والعسكرية المعقدة تحديد موقع الإرهابي الأشهر في العالم؟
من تجربتي في مجال الاستخبارات: الشيء الأصعب هو العثور على شخص واحد. دعنا نعود إلى زمن الحرب الباردة، في ذلك الوقت كانت مهمتنا هي العثور على أشياء كبيرة جدا في العالم: تحديد مواقع نشر القوات النووية للاتحاد السوفيتي والغواصات والقاذفات وفرق الآليات المتحركة على الحدود الألمانية. أما في الحرب على الإرهاب فأصبح عملنا يتمثل في العثور على أجسام صغيرة جدا: قنبلة في حقيبة أو شخص واحد في مدينة يعيش فيها عدة ملايين. وهذا صعب جدا، خاصة إذا كان الشخص يستخدم جميع حيل التخفي.
سأعطيك مثلا: عندما وقع هجوم بالقنابل في أتلانتا أثناء الألعاب الأولمبية، استغرق الأمر ثلاث أو أربع سنوات حتى عثرنا على الفرد الذي نفذ العملية في بلدنا رغم سيطرتنا على النظام القانوني والصلاحيات القانونية الواسعة. كذلك كان هناك شخص أقدم على قتل عدد من موظفي المخابرات المركزية الأمريكية خارج مقرها الرئيسي، واحتجنا إلى أربع سنوات للعثور عليه في باكستان وإحضاره للمثول أمام العدالة في الولايات المتحدة. والعبرة من هذين المثلين ليس في أن الأمر يستغرق وقتا طويلا، وإنما في أننا لا نستسلم.
في السنة الماضية أمسكت المخابرات الأمريكية بطرف الخيط الذي قاد إلى أسامة بن لادن. طبعا كنت قد تركت المخابرات لكن لديك علاقاتك ومصادرك، فهل يمكن أن تعطينا قراءتك لما حدث وكيف توصلت الولايات المتحدة إلى ابن لادن؟
نحن لا نعرف ما يكفي وأنا لا أعرف ما يكفي لإعطائك معلومات أكيدة. قد يكون هناك عوامل كثيرة، لكن الكثير يبقى سريا. أعتقد أنه تم جمع العديد من القرائن على مدى عدة سنوات. وكان الأمر يتعلق بوضع هذه القرائن كلٍ في مكانها الصحيح كي تكتمل الصورة. أعتقد أن هذا ما حدث. عندما بدأنا عملية البحث عنه كان لدينا عدة قرائن، لكننا لم نكن نعرف كيف نرتبها. ومع الوقت، اتضحت الصورة مع وصول معلومات جديدة.
أحد الموضوعات الدائمة والثابتة للمخابرات هي أنه عليك العودة إلى الأرشيف والنظر في معلوماتك القديمة غير الهامة في حينه، عندما تحصل على معلومات جديدة، لأن القرائن والمعلومات الجديدة تفسر لك ما كان مبهما في المعلومات القديمة. وأعتقد أن هذا ما حدث بالنسبة لتحديد مكان اختباء أسامة بن لادن. وأعتقد أنهم كانوا واثقين بنسبة 75 أو 80 بالمائة بمكان وجوده، لكنهم لم يكونوا واثقين 100 بالمائة.
أجرى المقابلة: ميشائيل كنيغيه
ترجمة: عبد الرحمن عثمان
مراجعة: سمر كرم