أفغانستان: متشددون يسعون لعرقلة الفرز بعد اقتراع تاريخي
٦ أبريل ٢٠١٤أعلنت الشرطة الأفغانية اليوم الأحد (6 أبريل/ نيسان) أن رجل شرطة واثنين من موظفي اللجان الانتخابية قتلوا إثر اصطدام قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق بسيارتهم في شمال أفغانستان. وقال سيد ساريار حسينى، المتحدث باسم الشرطة بإقليم قندوز "إن الحادث وقع في منطقة خان آباد أثناء نقلهم لصناديق الاقتراع من المنطقة إلى مدينة قندوز ". وقال مير حمزة أحمد زاي، مدير مكتب اللجنة الانتخابية الإقليمي" جميع صناديق الاقتراع كانت مملوءة بأوراق الاقتراع ولكنها دمرت في الانفجار."
وشارك الأفغان في كابول وغيرها من كبرى مدن البلاد بحماس في أول جولة من الانتخابات الرئاسية التي سيتبين منها خليفة الرئيس حميد كرزاي. ويعتبر الاقتراع وهو أول عملية انتقال للسلطة من رئيس أفغاني منتخب ديمقراطيا لرئيس آخر، اختبارا كبيرا في هذا البلد الفقير (28 مليون نسمة)، والذي يعاني من حروب متواصلة منذ أربعة عقود وينظر بريبة لانسحاب جنود الحلف الأطلسي الـ51 ألفا نهاية السنة الجارية.
الأوفر حظا يتحدثون عن "تزوير" و"مخالفات"
وجرى الاقتراع في هدوء رغم تهديدات طالبان ومخاوف من ارتفاع نسبة الممتنعين عن التصويت وتحدثت السلطات عن "مشاركة ضخمة". ويحظر الدستور الأفغاني على الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي الترشح لفترة ولاية جديدة بعد أن أمضى 12 عاما في السلطة، ولا يوجد مرشح واضح للفوز في الانتخابات لكن المرشحين الثلاثة الأقرب للفوز هم وزيرا الخارجية السابقين عبد الله عبد الله وزلماي رسول ووزير المالية السابق أشرف عبد الغني.
وتحدث المرشحون الثلاثة الأوفر حظا الأحد عن "مشاكل" و"مخالفات" وحتى "تزوير خطير" مقللين من نجاح هذه الانتخابات، لكنهم حيوا حماسة الناخبين الذين صوتوا الأحد بأعداد كبيرة رغم تهديد طالبان. وأعلنت لجنة الطعون الانتخابية الأحد أنها تلقت أكثر من 1200 طعن بشان "حشو صناديق اقتراع" و"ندرة بطاقات الانتخاب" في مراكز الاقتراع و"سوء معاملة" موظفين وناخبين "تحت الضغط".
وستعلن النتائج الأولية للجولة الأولى في 24 نيسان/أبريل قبل جولة ثانية محتملة في 28 أيار/مايو.
إشادة دولية بشجاعة الأفغان
ومرت انتخابات الرئاسة الأفغانية أمس السبت دون أحداث عنف كبيرة رغم تهديد حركة طالبان بتعطيلها. وأدلى نحو 60 في المائة ممن يحق لهم الانتخاب بأصواتهم في الانتخابات التي وصفها مسئولون أفغان وغربيون بالناجحة. وحيا المجتمع الدولي تعبئة الناخبين الأفغان واعتبر أنه يدل على التقدم الذي حققته البلاد منذ الإطاحة بنظام طالبان في 2001. وأشاد مجلس الأمن الدولي "بشجاعة الأفغان الذين صوتوا رغم تهديدات وتخويف طالبان وغيرهم من الجماعات المتطرفة والإرهابية".
وأعلن البيت الأبيض أن تلك الانتخابات "تشكل مرحلة أخرى كبيرة في تولي الأفغان مسؤوليتهم الأمنية كاملة في بلادهم في حين تسحب الولايات المتحدة وحليفاتها قواتها".
ورغم أن طالبان فشلت في تنفيذ هجمات كبيرة في يوم الاقتراع ذاته يخشى البعض من أن المسلحين يعدون لتعطيل عملية فرز الأصوات والتي من المقرر أن تستغرق أسابيع في البلد ذي البنية التحتية البدائية والتضاريس الوعرة.
ص ش/ م س (د ب أ، رويترز، أ ف ب)