Harold Pinter ist gestorben
٢٦ ديسمبر ٢٠٠٨أقامت أكاديمية الفنون في برلين مراسم تأبين للكاتب المسرحي البريطاني البارز هارولد بينتر، الذي وافته المنية عشية احتفالات أعياد الميلاد (الكريسماس) في لندن. وقال كلاوس شتيك الأكاديمية: "ننحني أمام كاتب أثرت روحه المتمردة ومشاهداته بشكل عميق على المستوى الدولي".
وأكد شتيك، في بيان نشر اليوم الجمعة في برلين ونقلته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن الأكاديمية التي كان بينتر أحد أعضائها ترى أن الكاتب الحاصل على جائزة نوبل "هو أحد أهم كتاب المسرح البريطاني خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية". كما أشار رئيس أكاديمية الفنون إلى اهتمام بينتر في مرحلة متقدمة من عمره بالسياسة وإفصاحه عن آراء حول التطورات السياسية على مستوى العالم.
وكانت زوجة الكاتب المسرحي البريطاني، وهى المؤرخة أنطونيا فريزر، قد قالت إن بينتر توفي عشية عيد الميلاد، أي ليلة الأربعاء الماضي 24 ديسمبر/ كانون الأول، عن عمر ناهز 78 عاما، عقب صراع مع مرض السرطان.
مدرسة الدراما "البينترية"
واشتهر بينتر بتصويره للحياة الأسرية بأسلوب يتسم بالتأمل وبمواقفه السياسية الحادة، حيث عرف المؤلف والمخرج والممثل والشاعر والناشط السياسي، المولود بالعاصمة البريطانية لندن في العاشر من أكتوبر 1930 من أب يهودي من الطبقة العاملة، بأسلوبه الساخر ووازعه الأخلاقي اللذين انطبعا على أعماله على مدار أكثر من خمسين عاما. وتتضمن أشهر أعمال بينتر مسرحيتي "حفلة عيد الميلاد" و"الخيانة ".
وقد جمع بينتر، الذي لم يخش قط التعبير عن رأيه بصراحة بين العاطفة والوازع الأخلاقي والسخرية الموظفة والبلاغة الرائعة والكوميديا السوداء في الحوار المسرحي، ممزوجا بالوقفات الزاخرة بالمعاني والتشويق فيما صار معروفا باسم "دراما بينتر".
وحصل بينتر على جائزة نوبل في الأدب عام 2005، ولكنه كان مريضا إلى درجة لم تمكنه من تسلم الجائزة بشكل شخصي. واستغل بينتر الكلمة التي وجهها بمناسبة فوزه بالجائزة عبر الدوائر التليفزيونية للأكاديمية السويدية في شن هجوم عنيف على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
مثقف ملتزم ومدافع متحمس عن حقوق الإنسان
حقق بينتر الشهرة مع مسرحية "الحارس" التي صورت عام 1963. وقد عمل عدة مرات في السينما فكتب سيناريوات أفلام من أبرزها "عشيقة اللفتنانت الفرنسي" و"لقاء الأصدقاء" (ريونيون). كان بينتر فنانا ومثقفا ملتزما سياسيا وكان معروفا بمعاداته للامبريالية ودفاعه المتحمس عن حقوق الإنسان.
وقد دعا إلى إحالة الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير على محكمة العدل الدولية لشنهما الحرب في العراق. وفي الثمانينات عرف بانتقاده اللاذع للرئيس الأميركي رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر وهاجم بعدها تدخل الأمم المتحدة في كوسوفو (1999) ثم الاجتياح الأميركي لأفغانستان (2001) والحرب في العراق (2003) واصفا توني بلير بأنه "أحمق متوهم" وجورج بوش بأنه "مجرم حرب".