أكثر من مليون نازح.. بوريل: الوضع في لبنان "يزداد سوءا"
٨ أكتوبر ٢٠٢٤قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء (الثامن أكتوبر/ تشرين الأول 2024) إن الوضع في لبنان يزداد سوءا يوما بعد يوم وشدد على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف أمام البرلمان الأوروبي أن حوالي 20 بالمئة من اللبنانيين أجبروا على النزوح، وفقا للأرقام.
أكثر من مليون نازح في أوضاع إنسانية صعبة
وأدّى القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان وشرقه وعلى ضاحية بيروت الجنوبية، معاقل حزب الله، إلى مقتل أكثر من 1100 شخص خلال 15 يوما، ونزوح أكثر من مليون شخص في أنحاء مختلفة في لبنان، وفق السلطات اللبنانية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم إيواء حوالي 350 ألف شخص في ملاجئ طوارئ. ووجد آخرون مأوى لدى أقاربهم. لكن الكثيرين ليس لديهم مكان يلجئون إليه، فيضطرون للنوم في شوارع بيروت أو بناء ملاجئ مؤقتة لأنفسهم، كما يبيت كثيرون آخرون في سيارات، ويستخدمون الزجاجات لجلب الماء من البحر حتى يتمكنوا من الاغتسال.
وحذر إيان كلارك المسؤول بمنظمة الصحة العالمية في لبنان من خطر تفشي الأمراض في لبنان بسبب ظروف التكدس في ملاجئ النازحين وإغلاق المستشفيات مع فرار المسعفين من الهجوم الإسرائيلي. وقال اليوم في مؤتمر صحفي في جنيف عبر رابط فيديو من بيروت: "نواجه وضعا يزيد فيه بشدة احتمال تفشي أمراض، مثل الإسهال المائي الحاد والتهاب الكبد (أ) وعدد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات".
ووفقا للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 160 ألف شخص من لبنان إلى سوريا المجاورة ، التي تمزقها الحرب الأهلية، فيما تتحدث الحكومة اللبنانية عن فرار أكثر من 200 ألف شخص إلى سوريا.
وفي الأول من الشهر الجاري أعلن الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية ومنظمات دولية عدة نداء إنسانيا عاجلا للبنان بقيمة 426 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين المتضررين من العمليات العسكرية الحالية.
"قلق بشأن قدرة لبنان على الاستمرار في إطعام نفسه"
من ناحيته عبر مسؤول في برنامج الأغذية العالمي اليوم عن القلق إزاء قدرة لبنان على توفير غذائه لنفسه، وقال إن آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية في جنوب البلاد قد احترقت أو هجرت وسط تصاعد الأعمال القتالية.
وقال ماثيو هولينغورث مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان خلال مؤتمر صحفي في جنيف "من ناحية الزراعة وإنتاج الغذاء، هناك قلق غير عادي بشأن قدرة لبنان على الاستمرار في إطعام نفسه"، مضيفا أنه لن يتم حصاد المحاصيل وسيصيب العفن الإنتاج في الحقول.
وفي نفس المؤتمر الصحفي، حذر المسؤول بمنظمة الصحة العالمية في بيروت إيان كلارك من وجود خطر أكبر كثيرا يتمثل في تفشي الأمراض بين السكان النازحين في لبنان.
من جانب أخر أعلن الصليب الأحمر الألماني أنه أرسل مساعدات إضافية جوا إلى لبنان على خلفية حالة الطوارئ الإنسانية. وأعلن الصليب الأحمر الألماني اليوم الثلاثاء أن طائرة على متنها 150
حقيبة إنقاذ لعلاج الإصابات الخطيرة في طريقها من كولونيا إلى بيروت. وقالت المنظمة الأسبوع الماضي إنها نقلت سبعة أطنان من الإمدادات الطبية إلى لبنان.
وقال كريستوف يونين، رئيس التعاون الدولي في المنظمة، بحسب بيان: "الوضع الإنساني يزداد سوءا... نحن نحاول بذل كل ما في وسعنا حتى نتمكن من تنفيذ المزيد من عمليات التسليم على الرغم من الوضع الأمني المتوتر"، موضحا أن إدخال المساعدات وتوفير الحماية للمساعدين سيكون ضروريا أيضا
في المستقبل.
وعلى الجانب الإسرائيلي
وتقول إسرائيل إنها توجه عملياتها العسكرية ضد حزب الله الموالي لإيران، وليس ضد لبنان نفسه. ويهاجم الجيش الإسرائيلي - وفقا لتصريحاته - بشكل متكرر "البنية التحتية الإرهابية" للميليشيا الشيعية، التي تقع في مناطق سكنية مكتظة.
وعلى الجانب الإسرائيلي يقدر عدد النازحين الإسرائيليين بسبب العمليات العسكرية في شمال إسرائيل الواقع في مرمى صواريخ حزب الله بنحو 1000 ألف نازح.
وقد وضعت الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو إعادة النازحين إلى منازلهم هدفا رئيسيا للعميات العسكرية ضد حزب الله في لبنان.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
ع.ج.م/ع.غ (أ ف ب، د ب أ/ رويترز)