1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أكراد سوريا.. بين تحديات الوضع الجديد في دمشق وتهديدات أنقرة

٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤

بعد سنوات من بناء الإدارة الذاتية، يواجه الأكراد في سوريا تحديات جديدة مع تغيّر موازين القوى السياسية والهجمات المدعومة من أنقرة. هذه التحديات تهدد مكتسباتهم وتعيد رسم المشهد السياسي شمال البلاد.

https://p.dw.com/p/4oPeo
مقاتلون من "قوات سوريا الديمقراطية" يقفون مام مدرعة عسكرية في حالة تأهب للقادم (11/12/2024)
يواجه الأكراد في سوريا تحديات جديدة مع تغيّر موازين القوى السياسية والهجمات المدعومة من أنقرة. هذه التحديات تهدد مكتسباتهم وتعيد رسم المشهد السياسي. صورة من: Orhan Qereman/REUTERS

خلال أكثر من عقد من النزاع في سوريا، تمكن الأكراد من تأسيس إدارة ذاتية في شمال وشمال شرق البلاد، حيث أحيوا ثقافتهم وتراثهم، واستفادوا من الدعم الأمريكي في حربهم ضد تنظيم "داعش". ومع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وتبدّل القيادة في دمشق، يواجه الأكراد مرحلة جديدة من التحديات. 

هجمات تركية ومخاوف مستمرة

في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، استغلت الفصائل الموالية لأنقرة التحولات السياسية في دمشق لشنّ هجوم على مناطق سيطرة الأكراد. ونجحت هذه الفصائل في السيطرة على تل رفعت ومنبج، مما أثار مخاوف من اتساع رقعة العمليات العسكرية. 

ورغم توقيع هدنة بوساطة أمريكية، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية تتهم تركيا وحلفاءها بخرق الاتفاقيات واستمرار التهديد لمدينة كوباني "عين العرب"، المعروفة برمزيتها في مقاومة تنظيم "الدولة الإسلامية". 

في محاولة لتخفيف التوتر، أعلن قائدقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن استعدادهم لإنشاء "منطقة منزوعة السلاح" في كوباني، كجزء من مبادرة تهدف إلى تهدئة المخاوف الأمنية التركية. 

التحولات السياسية في دمشق

في خطوة لافتة، أبدت الإدارة الذاتية الكردية استعدادها للتعاون مع القيادة الجديدة في دمشق. وأعلنت عن رفع علم الاستقلال السوري على مقراتها، في محاولة لتعزيز الحوار والبحث عن حل سياسي شامل. 

وقال مظلوم عبدي إن "التغيير في القيادة فرصة لبناء سوريا جديدة تضمن حقوق جميع السوريين". إلا أن قادة هيئة تحرير الشام، التي تسيطر الآن على الحكم في دمشق، رفضوا أي شكل من أشكال الفدرالية، مؤكدين أن مناطق سيطرة الأكراد ستُدمج ضمن الدولة الجديدة. 

الدور التركي ومخاطر التصعيد

من جهتها،تعزز تركيا وجودها العسكري في شمال سوريا، مع وجود قوة تقدر بين 16 و18 ألف عنصر. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستساعد القيادة الجديدة في دمشق على إعادة بناء هيكل الدولة وصياغة دستور جديد، مع تأكيده على ضرورة القضاء على "المنظمات الإرهابية"، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني. 

أردوغان أشار إلى أن استمرار العمليات العسكرية مرهون بإجراءات القيادة السورية الجديدة، داعياً إلى رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على النظام السابقلتسهيل إعادة الإعمار

مع استمرار الضغوط التركية وغياب رؤية واضحة من القيادة الجديدة في دمشق، يبقى مستقبل الإدارة الذاتية الكردية معلّقاً.

ويواجه الأكراد خياراً صعباً بين التفاوض مع دمشق تحت ضغط أنقرة أو مواصلة الاعتماد على الدعم الأمريكي، رغم عدم وضوح استراتيجية واشنطن طويلة الأمد.

ع.أ.ج/ ع ج م (أ ف ب، رويترز)