أكل الأطفال: الحرب اليومية على المائدة
١٤ أبريل ٢٠١٤"ابني يأكل فقط المعكرونة بصلصة الطماطم" - جملة أصبح يرددها الكثير من الآباء. مشكلة الأكل عند الأطفال تبدأ غالبا في فترة انتقالية بين فترة الرضاعة والأكل الطبيعي. إذ يرفض الأطفال تناول الغذاء المفيد من الخضروات مثلا ويكتفون بأكل المعجنات كسباغيتي والمعكرونة، ويغضبون من آبائهم عندما يفرضون عليهم أكل طعام مفيد لنموهم، الأمر الذي يحول الأكل الجماعي إلى دراما يومية.
وتنقل صحيفة "مورغن بوست" البرلينية عن البروفيسور بيرتولود كوليتسكو، المتخصص بطب الأطفال، قوله إن "الآباء يفوتون فرصة مهمة لجعل أبنائهم يتعودون على عادات غذائية سليمة ما بين سنة وثلاث سنوات. إذ تعد هذه الفترة العمرية أفضل فترة للتعرف على أنواع مختلفة من الأطعمة وتذوقها". وفي ألمانيا يكتفي 80 إلى 95 بالمئة من الوالدين بتغذية أطفالهم ممن يبلغ عمرهم اثني عشر شهرا على الحليب أوزجاجات الطعام المطحون والجاهز.
لذلك ينصح العديد من خبراء التغذية الآباء على اتخاذ بعض الإجراءات التي تساعد الأطفال على تقبل الأغذية الصحية. فأولا ينبغي إدماج أغذية جديدة وصحية ابتداء من السنة الثانية، إذ يكون الطفل في هذه المرحلة منفتحا على كافة الأطعمة. وينصح الأهل بدفع أبنائهم إلى التعرف على الطعام الجديد عن طريق لمسه وشمه والإحساس به.
الأم والأب يشكلان نموذجا يحتذى لأطفالهما، فعاداتهما في الأكل تطبع العادات الغذائية عند الطفل لعقود. لذلك ينبغي للعائلة أن تجتمع على الأكل، وينصح الخبراء حسب جريدة "مورغن بوست" بتخلي الآباء عن الهواتف المحمولة ومشاهدة التلفزيون أثناء الأكل. انتظام أوقات الأكل، يمنح للطفل إدراكا بوجود نظام معين، لذلك ينبغي للطفل في وقت مبكر أن يفرق بين وقت اللعب ووقت الأكل.
كما ينصح الخبراء بإبعاد الطعام عن منطق العقاب أو الجائزة، إذ غالبا ما يعاقب الآباء أبناءهم بحرمانهم من أكل ما يحبونه، أو تقديم طعام معين كنوع من الجائزة على تصرف جيد أو سلوك طيب. نصيحة أخرى يقدمها الخبراء تتجلى في عدم طول مدة الأكل بالنسبة للطفل حتى يتمكن من التركيز في ما يأكله، إذ لا ينبغي أن تتجاوز مدة تناول الطعام العشرين دقيقة.
ر.ن/ ف.ي