ألمانيا..آلاف البحيرات في المحاجر والبحيرات الصناعية
١٧ أغسطس ٢٠١١لا يحتاج الألمان إلى السفر بعيدا حول العالم للاستمتاع بأفضل ظروف لممارسة رياضة الغطس بين الأسماك الكبيرة وفي ظل مستويات رؤية مرتفعة تصل إلى 20 مترا. فألمانيا لديها عدد من مواقع الغطس على طول بحر البلطيق والبحيرات الداخلية وحول سفوح جبال الألب. ومن الممكن أيضا استكشاف مواقع الغطس الصناعية مثل آلاف المحاجر المغمورة بالماء وفتحات المناجم والبحيرات الصناعية حيث يمكن للغطاسين أن يستكشفوا الماضي الصناعي للبلاد.
وفيما يلي مختارات من بعض أشهر تلك المواقع:
بحيرة إيشنغر في بافاريا:
ليست بحيرة ايشنجر فايهر الواقعة شمال ميونيخ مجرد واحدة من بين أحد أروع أماكن الغطس في ألمانيا ولكنها أيضا واحدة من أكثر الأماكن تنظيما. الموقع يضم أيضا أول ماكينة لإصدار بطاقات الغطس أوتوماتيكيا في ألمانيا حيث يمكن للغطاسين شراء تذكرة لاستخدام يوم مقابل ثمانية يورو. إن زيارة لهذه البحيرة التي تقع إلى جوار مخرج الطريق السريع بالقرب من فرايتسينج فعلا تستحق عناءها.
تجري المياه الجوفية العذبة بشكل دائم في هذه البحيرة الصناعية العميقة، ما يعني أن الغطاسين يستمتعون بمستوى رؤية يصل إلى 20 مترا. وعندما تشرق الشمس، تبدو البحيرة أكثر ميلا إلى الجو الاستوائي حيث تطارد أسماك الكراكي بأعداد كبيرة الفرائس الأصغر حجما. إلا أن المياه تكون أكثر برودة حيث لا تزيد درجة الحرارة في البحيرة عن حوالي 11 درجة مئوية. على الرغم من ذلك، فإن البحيرة تتمتع بميزة عدم التجمد في فصل الشتاء.
بحيرات لوبيون الحجرية الثلاث
تشكل بحيرات لوبيون الحجرية الثلاث موقع ممارسة رياضة الغطس الأفضل في ولاية ساكسن أنهالت شرقي ألمانيا. الحوض رقم 3 هو متحف للغطس يضم جميع آلات المحاجر التي تركت ببساطة على الأرض بمجرد وقف جهاز شفط المياه وارتفاع مستواها. ولا يزال بإمكان الغطاسين سحب الرافعات الخفيفة ودفع عجلات المناجم على قضبانها والسباحة خلال غرفة الشفط. البحيرة أيضا مكان لأسماك السلور والشبوط . كما يمكن رؤية أسماك كبيرة في الحوض رقم 1 حيث تم اصطياد سمكة حفش يبلغ طولها مترا.
خيارات متعددة في شمال الراين وستفاليا
ولاية شمال الراين وستفاليا هي مركز لصناعة الحديد في ألمانيا حيث يعيش حوالي 18مليون نسمة. وهى تقدم خيارات واسعة وغير عادية من البحيرات الصناعية والمحاجر للغطاسين. تتراوح تلك المجموعة بين البحيرات الصناعية على طول نهر الراين وحتى الخزانات الكبيرة في منطقة الجبال المتوسطة والمحاجر المغمورة وممرات مناجم الفحم التي ظلت مغلقة لفترة طويلة.
كما أن هناك مراكز داخلية وخارجية للغطس في مناجم الفحم الحجري سابقا وخاصة في منطقة الرور التي بنيت لتتماشى مع الإقبال المتزايد على أماكن الغطس. كما توفر بحيرة جبل هايدر البالغ عمقها ثمانية أمتار غربي كولونيا فرصة للغطس بشكل مريح في حديقة تحت الماء تعج بأسماك الكراكي وسمك الفرخ والشبوط إضافة إلى كونها المكان الوحيد المعروف في شمال الراين وستفاليا لنبات الألفية ذات الألف ورقة. ويسمح لعشرة غطاسين كحد أقصى بالنزول إلى الماء في أي وقت بسبب مخاوف تتعلق بالبيئة.
بحيرات الفحم والتعدين في سكسونيا
يوجد في سكسونيا العديد من المحاجر المغمورة بالماء وذلك بفضل تاريخ المنطقة في مجال التعدين الممتد لقرون من الزمان. أيضا هناك الكثير من البحيرات الصناعية التي تشكلت من خلال التنقيب عن الفحم الحجري. وأكثر مواقع الغطس المثيرة للاهتمام في بحيرة كولكفيتسر بالقرب من مدينة لايبتسيغ، المحجر السابق الذي غمر بالمياه خلال ستينات القرن الماضي. واليوم ينتشر بالبحيرة التي يبلغ عمقها 30 مترا 17 نوعا مختلفا من الأسماك. وتعد المياه الضحلة التي يعيش بها سمك الشبوط أكثر الأماكن جذبا. تتجمع أسماك الشبوط تحت منصة غطس على البحيرة بينما يمكن اكتشاف حطام إحدى الطائرات في قاع البحيرة.
بحيرة كرايده هِمّور في شمالي ألمانيا
كانت البحيرة البالغ عمقها 60 مترا في يوم من الأيام محجر طباشير ثم تطور حتى أصبح مكانا مشهورا لممارسة رياضة الغطس في ألمانيا وذلك بفضل بنيته التحتية المتميزة. على طول الحدود، يقع مركز للغطس وموقع للتخييم واستراحات لقضاء العطلات، بينما أفضل مكان جذب هو ذاك المبنى الخرساني البالغ ارتفاعه 12 مترا والمغمور تحت مياه بارتفاع 38 مترا. ومع ذلك فإن السبب الأساسي لكون تلك البحيرة شهيرة هو نقاء مياهها، ما يعنى أن الغطاسين لا يتعين عليهم الغوص إلى أعماق بعيدة للفوز بتجربة ممتعة. وفي الربيع تكون السباحة ممكنة في بعض الأحيان بين الأشجار المغمورة بالمياه. أيضا تعج البحيرة بسمك السلمون المنقط. وفي قاع البحيرة يوجد عدد غير محدود من السيارات الغارقة والشاحنات وعربات التخييم إضافة إلى يخت.
عبد الرحمن عثمان
مراجعة: طارق أنكاي