ألمانيا تدعو باكستان إلى تعاون وثيق مع أفغانستان والهند
١ ديسمبر ٢٠٠٩شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد لقائها رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا غيلاني اليوم الثلاثاء في برلين على أهمية قيام "تعاون وثيق" بين باكستان وأفغانستان لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة، مشيرة إلى أن المحادثات مع ضيفها تطرقت إلى هذه النقطة، وإلى موضوع تعزيز العلاقات بين باكستان والهند.
ولم يتوسع غيلاني في عرض المواضيع التي تباحث فيها مع المستشارة ميركل، بل اكتفى بالقول إنه أجرى وإياها "محادثات بناءة"، وأنه يأمل في أن تزور بلاده في الربيع المقبل. وأعرب المسؤول الباكستاني في هذا السياق عن سروره لانعقاد القمة الأوروبية ـ الباكستانية العام المقبل لبحث سبل التعاون متعدد الجوانب بين الطرفين. وتعهدت ألمانيا على لسان المستشارة بحثِّ الدول الأوروبية على تعزيز علاقاتها مع باكستان قائلة إن الاتحاد الأوروبي "يعي تماما الأهمية الاستراتيجية التي تمثِّلها باكستان".
ميركل: قرار زيادة القوات بعد مؤتمر أفغانستان الدولي
وردا على سؤال حول مطالبة الولايات المتحدة وحلف الناتو لبلدها بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان قالت ميركل إن حكومتها ستقرر الموقف الذي ستتخذه في هذا الصدد بعد المؤتمر الدولي حول أفغانستان المقرر عقده في 28 كانون الثاني/ يناير المقبل في لندن. وأضافت أن برلين تعرف خطط الولايات المتحدة والناتو الخاصة بزيادة عدد القوات الدولية في أفغانستان، لافتة إلى أن الاتفاق في الحلف الأطلسي رسا على تصوّر أمني يماثل وجهة النظر الألمانية القائلة بضرورة العمل على خطين متوازيين: مواصلة الإعمار المدني في أفغانستان بما في ذلك تحسين العمل الحكومي وزيادة الشفافية فيه والسعي إلى كسب قلوب الأفغان من جهة، ورفع وتيرة الجهد العسكري المبذول هناك من جهة أخرى.
وذكَّرت ميركل بأن ألمانيا تمثِّل ثالث قوة عسكرية ضمن قوات "آيساف" الدولية بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، مشيرة إلى أن الوضع الأمني في شمال أفغانستان، حيث تقع مسؤولية الجيش الألماني، "معقَّد، خصوصا في قندز"، التي تعتبر منطقة استراتيجية هامة لوجستيا بسبب الطرق العسكرية التي تمر فيه.
"لدى أيساف قواعد يتوجب الالتزام بها"
وتابعت المستشارة أن المهام الرئيسة للمؤتمر حول أفغانستان ستتمحور حول رفع كفاءة القوى الأمنية والعسكرية الأفغانية، ومتابعة خطط البناء في البلد. وأردفت: "نسمع مطالبة الشركاء في أميركا، لكننا لسنا بصدد إقرار إضافات الآن ، بل بعد انعقاد المؤتمر". وكررت القول بأن لحكومتها "اهتماما كبيرا في قيام تعاون وثيق بين باكستان وأفغانستان".
وعن الأزمة السياسية التي سببها قصف صهريجي وقود في قندز ومقتل مدنيين فيه شددت ميركل "على نيتها الكشف عن كل الحقيقة". وبعد أن أعربت عن أسفها للتسبب في مقتل مدنيين أفغان أوضحت أن ألمانيا "ستتحمل كامل المسؤولية"، لكنها رفضت في الوقت ذاته "الاتهامات المسبقة من أي جهة أتت". وتابعت أنها ستعمل مع وزيري دفاعها وخارجيتها "على تقويم الأمور واستخلاص النتائج وتحديد ما إذا لم يكن تم الالتزام بقواعد أيساف". وأضافت: "لدى أيساف قواعد يتوجَّب الالتزام بها". يذكر أن تلك العملية التي جاءت بأمر من قائد القوات الألمانية في أفغانستان، أدت مؤخرا إلى استقالة وزير الدفاع الألماني السابق جوزيف يونج إضافة إلى قائد الجيش ووكيل وزارة الدفاع.
غيلاني: محادثات بناءة وعلاقات وثيقة
ووصف رئيس الحكومة الباكستاني ألمانيا بـ "الشريك الأهم لنا في الاتحاد الأوروبي"، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين "وثيقة منذ عقود لما فيه مصلحة الطرفين". وبعد أن شكر المستشارة على المساعدات التي تقدمها بلادها لباكستان، أعرب عن أمله في تعاون أوسع واستثمارات أكبر بعد التوقيع على اتفاقية الاستثمار المجدَّدة بين الطرفين بعد مرور 50 سنة على العمل بالاتفاقية الأولى.
وكشفت ميركل أنه إلى جانب التعاون الإنمائي مع باكستان ستبدأ ألمانيا التعاون في مجالات أخرى مثل الطاقة وتطويرها ونقل التكنولوجيا الألمانية إلى باكستان. وإذ ذكرت المستشارة أن التعاون سوف يشمل أيضا مجال مكافحة الإرهاب الذي تعاني منه باكستان كثيرا، شددت على أن حكومتها ستعمل على تعزيز استقرار الوضع الاقتصادي فيها، بما في ذلك دعم قرارات صندوق النقد الدولي لمساعدتها. وزادت أن زيارة غيلاني إلى برلين "ستقّوي الحوار الاستراتيجي بين بلدينا".
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: عبده جميل المخلافي