ألمانيا تسلم قيادة قوات اليونيفيل البحرية في لبنان إلى ايطاليا
٢٩ فبراير ٢٠٠٨في مراسم عسكرية، جرت قبل عام ونصف في ميناء بيروت، تولت القوات الألمانية قيادة مهمة قوات اليونيفيل البحرية قبالة السواحل اللبنانية لضمان إيقاف عملية تهريب السلاح والصواريخ إلى لبنان. وذلك بعد وقت قصير من انتهاء حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، والتي استمرت لثلاثة وثلاثين يوماً. ومنذ ذلك الوقت فتشت القوات البحرية، التي تقودها ألمانيا، أكثر 13 ألف سفينة تجارية. واليوم الجمعة، وبعد انقضاء 17 شهراً على بدء تلك المهمة، تسلم ألمانيا مهمة قيادة هذه القوات إلى ايطاليا في مراسم عسكرية تُقام على ظهر البارجة "بافاريا"، حيث يشارك وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزيف يونغ، الذي وصل إلى بيروت صباح اليوم.
عن طبيعة مهمة القوات البحرية الألمانية هناك يقول، كورت ليوناردس، قائد البارجة الألمانية "بافاريا": "نحصل قبل ذلك على معلومات عن السفن التي ينبغي علينا اعتراضها، ثم نفتشها من خلال استجواب الطاقم وإخبار السلطات اللبنانية. حينها تقول السلطات اللبنانية، إن كان من المسموح للسفينة الدخول إلى الموانئ اللبنانية".
تدريب القوات اللبنانية
خلال الشهور الماضية حدثت قرابة 70 حالة اشتباه في قيام بعض السفن بتهريب الأسلحة لصالح حزب الله، لكن تفتيشها لم يثبت سوى قيامها بتهريب السجائر فحسب. وبالتالي انصرفت طبيعة المهمة بشكل متزايد إلى تدريب جنود البحرية اللبنانيين. عن هذا يقول قائد القوة، الأدميرال البحري كريستيان لوثر: "إن مهمة تدريب القوات اللبنانية تتضمن على سبيل المثال قيامنا بطلعات بحرية مشتركة مع اللبنانيين للتمرين على أنظمة الرادار والملاحة البحرية، وكل هذا يهدف في النهاية إلى الوصول بالقوات اللبنانية إلى مستوى يمكنها من حفظ سيادة بلدهم". كما يقوم مستشارون ألمان بتدريب قوات الأمن اللبنانية وموظفي الجمارك عند الحدود الشمالية مع سوريا، والتي تعد واحدة من الطرق الرئيسية لتهريب السلاح الإيراني لحزب الله.
وفي العام الماضي أهدت ألمانيا البحرية اللبنانية قاربين دورية، كما سلمت القوات الألمانية نظام رادار ساحلي مع مركز عمليات ليحل محل نظيره الذي تم تدميره خلال حرب 2006. وبهذا أصبح اللبنانيين للمرة الأولى قادرين على مراقبة سواحلهم بأنفسهم. ويرى السفير الألماني في بيروت، هانسيورغ هابر، أن كل هذا مرتبط بشكل مباشر بتعزيز استقلال لبنان، ويضيف قائلاً: "استقلت لبنان عام 1943، لكنه مر بثلاثين عاماً نصفها انقضت في الحرب الأهلية ونصفها الآخر في السيطرة السورية الشاملة".
تخفيض عديد القوات
بالرغم من تولي أدميرال ايطالي قيادة المهمة نيابة عن القوة البحرية الأوروبية المشتركة، التي تتكون من فرنسا واسبانيا والبرتغال، فإن طبيعتها اليومية سوف لن تتغير، وستسمر القوات الألمانية بدورياتها قبالة السواحل اللبنانية. لكن ألمانيا ستقوم بخفض تواجدها البحري من 7 إلى 4 سفن فقط إضافة إلى خفض عدد البحارة من 60 إلى 500 بحار.