ألمانيا تنتخب..هل يحسم الاقتراع البريدي نتائج الانتخابات؟
٢٦ سبتمبر ٢٠٢١إلى جانب التصويت في مراكز الاقتراع يسمح في ألمانيا أيضا بالتصويت عبر البريد. وبسبب الوضع الوبائي الناجم عن جائحة كورونا فإن التصويت بالبريد في هذه الانتخابات يحظى بأهمية كبيرة نظرا لتزايد عدد المصوتين الذي اختاروا الإدلاء بأصواتهم عبر البريد.
وأعلنت ولاية هامبورغ على سبيل المثال أنها تلقت عددا قياسيا من رسائل التصويت قد يفوق أربعين بالمائة من مجموع عدد الناخبين. وحتى الإدارة الاتحادية للانتخابات، تتوقع استخدام نحو 40 بالمئة من مجموع الناخبين حقهم في التصويت البريدي وفق استطلاع قدمته القناة الأولى، علما أن العدد قبل أربع سنوات كان قد بلغ 28,6 بالمئة.
بينما يتوقع روبرت فيركامب من مؤسسة بيرتلسمان أن تصل نسبة المصوتين عبر البريد إلى 50 في المائة. وإذا ما ثبت ذلك فإن النتيجة التي سيعلن عنها عند الساعة السادسة مساء كما هو التقليد في ألمانيا عبرالإعلان عن أولى التوقعات، ستكون أولية وغير مكتملة إلى حين احتساب عدد مهم من رسائل التصويت البريدي. وهي سابقة لم تشهدها ألمانيا، حيث لم تعط أهمية كبيرة إلى التصويت البريدي سوى في سنوات الجائحة وقبلها بقليل.
يذكر أنه تم السماح بالتصويت عبر البريد لأول مرة في عام 1957 وكانت النسبة آنذاك لا تتعدى 5 في المائة وبعد ستين عاما وبالتحديد في الانتخابات البرلمانية 2017 قفزت النسبة إلى 28,6 في المائة. ويشير فيركامب في تصريحه لصحيفة "فيستدويتشه ألغيمانيه تسايتونغ" أن "تحديد وقت التصويت في يوم الأحد من الثامنة صباحا إلى السادسة مساء لم يعد يواكب العصر بالنسبة للكثير من الناس".
من جهته يشير الباحث في مجال الانتخابات، ماتياس يونغ إلى أن تزايد التصويت بالبريد سيكون له تأثير إيجابي لأحزاب على حساب أخرى، فبينما تفوق عدد الأصوات التي يحصل عليها التحالف المسيحي عن طريق البريد الأصوات التي يحصل عليها من صناديق الاقتراع، تحصل أحزاب اليمين على أصوات أقل عبر البريد مقارنة بالتصويت في مراكز الاقتراع.
ويخلص يونغ في حواره مع صحيفة "فيستدويتشه ألغيمانيه تسايتونغ" إلى أن التصويت بالبريد يساعد الناخبين على حسم أصواتهم بشكل أبكر من التصويت في مراكز الاقتراع ويوضح بهذا الخصوص أن "الكثير من الناس لا يحسمون في الحزب الذي يصوتون إلا في الأيام الأخيرة. بخلاف المصوتين عبر البريد، الذين تزايد عددهم، والذين اتضح أنهم يحسمون اختياراتهم ثلاثة أو أربعة أسابيع قبل التصويت".
وهناك قسم مهم من المحللين يعتقدون أن غالبية الأصوات البريدية لن تكون في صالح الاتحاد المسيحي الديمقراطي، إذ وعند انطلاق عملية التصويت البريدي قبل ستة أسابيع كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم واضح لغريمه الحزب الاشتراكي الديمقراطي بنسبة 26 بالمائة مقابل 21 بالمائة لمعسكر المحافظين. لكن استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة قلّصت الفارق بين الحزبين إلى ثلاث نقاط.
هـ.د/و.ب