ألمانيا تنفي وقف مساهمتها في اليونسكو والأخيرة تعلق نشاطاتها
١٠ نوفمبر ٢٠١١نفى الائتلاف الحاكم في ألمانيا عزم الحكومة الألمانية وقف مساهمتها المالية لمنظمة التربية والعلم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "يونسكو"، وأبدى اعتزامه الإفراج عن الدفعة الجديدة من نصيب ألمانيا في تمويل المنظمة. وقال هربرت فرانكنهاوزر، مسؤول الشئون الخارجية بحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وعضو لجنة الموازنة بالبرلمان الألماني (بوندستاغ)، اليوم الخميس (10 تشرين الثاني/ نوفمبر)، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، إن طلب وقف المساهمات تم سحبه بالفعل. وذكر فرانكنهاوزر أن هذا القرار سيلغي تصويت اللجنة المختصة خلال الجلسة التي تعقد لهذا الغرض. وكشفت معلومات أدلى بها راينر شتينر، السياسي بالحزب الديمقراطي الحر، شريك الائتلاف الحاكم في البلاد، عن وجود رغبة واضحة في مواصلة تقديم هذه المساهمات من جانب ألمانيا.
وكانت المعارضة الألمانية أعلنت أن لجنة الموازنة في البرلمان الألماني قررت حجب الأموال المخصصة لمساهمة ألمانيا في ميزانية اليونسكو اعتمادا على أصوات نواب التحالف المسيحي الديمقراطي، بقيادة ميركل، والحزب الديمقراطي الحر، وهما الطرفان الرئيسيان في الائتلاف الحاكم في البلاد. ورصدت ألمانيا في موازنة العام المقبل مبلغا قدره 10.8 ملايين يورو مساهمة في ميزانية اليونسكو.
ورغم أن دولا أخرى بالاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا، كانت من الدول الموافقة على قبول فلسطين عضوا باليونسكو، إلا أن الحكومة الألمانية أكدت خلال الأيام الماضية أنه ليس هناك نية لديها في استخدام المبالغ المخصصة لليونسكو كأداة سياسية.
وكان النائب الألماني، رولف موتسينيش، مسئول الشئون الخارجية بالحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، صرح في وقت سابق بأن وقف المخصصات المالية لليونسكو "إشارة كارثية" لشعوب الشرق الأوسط، وقال إن ذلك سيلحق بألمانيا أضرارا على الصعيد الخارجي وإن دور ألمانيا كمشجع للإرث العالمي وللعلم والتعليم سيتضرر جراء هذا القرار.
اليونسكو تعلق نشاطاتها
من جانبها أعلنت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إيرينا بوكوفا، الخميس، تعليق تنفيذ برامج الوكالة التابعة للأمم المتحدة حتى نهاية العام، بعد قرار الولايات المتحدة وقف مساهماتها المالية، على إثر قبول عضوية فلسطين فيها. وستسمح هذه الإجراءات "بتوفير 35 مليون دولار" ستؤدي، مع استخدام 30 مليون دولار من الصندوق الجاري، إلى تغطية عجز صندوق المنظمة لهذا العام المقدر بـ 65 مليون دولار، كما أعلنت بوكوفا في جلسة اختتام المؤتمر العام للمنظمة في باريس.
وهذه الإجراءات لا تؤثر على انعقاد اللجنة الحكومية لليونسكو لإنقاذ التراث الثقافي غير المادي للبشرية، المقرر في بالي من 22 إلى 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، كما قالت متحدثة باسم اليونسكو. لكنها تتعلق خصوصا بالعقود والنشرات وسفر الموظفين.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في 31 تشرين الأول/ أكتوبر تعليق دفعاتها لليونسكو، بعد قرار في اليوم نفسه بقبول عضوية فلسطين فيها. وهذا يحرم اليونسكو من 22% من ميزانيتها، أي من مبلغ 70 مليون دولار اعتبارا من 2011 لأن واشنطن تدفع مساهمتها عادة في نهاية السنة.
وللعامين 2012-2013، حيث ستواجه اليونسكو عجزا بقيمة 143 مليون دولار، اقترحت بوكوفا عدة إجراءات منها إنشاء صندوق عاجل لتلقي هبات المؤسسات والأفراد أو زيادة الدول الأعضاء مؤقتا لمساهماتها في صندوق تشغيل المنظمة.
(ف. ي/ أ ف ب، د ب ا)
مراجعة: عبده جميل المخلافي