ألمانيا: جفافٌ وانخفاضٌ شديد في منسوب مياه الأنهار
٢٤ نوفمبر ٢٠١١إذا لم تسجل تساقطات مطرية خلال الأيام القادمة، فإن تشرين الثاني نوفمبر الحالي سيكون أكثر الشهور جفافا بين "إخوانه" منذ بدء عمل هيئة الأرصاد الجوية. ففي الأسابيع الثلاثة الأولى من هذا الشهر هطل على المتر المربع الواحد في ألمانيا أربعة أعشار الليتر فقط. في حين يبلغ متوسط الأمطار في تشرين الثاني نوفمبر 66 ليترا لكل متر مربع.
وإضافة إلى انحباس المطر والجفاف، سطعت الشمس في هذا الشهر أكثر من المعتاد، ومن المتوقع أن يصل عدد ساعات سطوع الشمس حتى نهاية الشهر 85 ساعة، مقابل 53 ساعة في العادة.
خريف جاف
ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن خريف 2011 امتاز "بشدة جفافه". فمنذ بداية أيلول سبتمبر وحتى نهاية تشرين الثاني نوفمبر تبلغ كمية الأمطار والثلوج في المتوسط 183 ليترا للمتر المربع الواحد في ألمانيا، أما هذه السنة فبلغ المتوسط 130 ليترا فقط.
وهناك مدن ألمانية، مثل برلين وهامبورغ وفرانكفورت وميونيخ، لم تعرف المطر منذ مطلع الشهر الجاري. فآخر يوم هطلت فيها أمطار في فرانكفورت وميونيخ كان في العشرين من تشرين الأول أكتوبر الماضي، وفي برلين في الثاني عشر من نفس الشهر.
وكان المطر قليلا في الربيع أيضا، ففي شهري آذار مارس ونيسان أبريل كان الجو صيفا مع درجات حرارة أعلى من المتوسط. فكمية الأمطار التي هطلت في آذار مارس كانت ثلث الكمية المعتادة وفي نيسان أبريل بلغت نصف الكمية. وهذا بدوره أثر على كمية الثلوج التي تغذي الأنهار في الصيف والخريف بالمياه حين تذوب.
حرائق بدل التزلج على الثلوج
عادة ما تغطي الثلوج سفوح الجبال الألمانية في مثل هذا الوقت من السنة، إلا أن انحباس المطر لهذه الفترة الطويلة جعل المسؤولين يخشون من اندلاع الحرائق في الغابات المرتفعة. فقد اشتعلت النيران يوم الأحد الماضي في غابة مساحتها 14 هكتارا في ولاية بافاريا جنوب البلاد.
كما يؤثر الجفاف على سياحة التزحلق على الجليد في ألمانيا. إذ لم يسقط حتى الآن سوى 20 سنتيمترا من الثلوج على أعلى جبل في ألمانيا، تسوغ شبيتسه، والذي يبلغ ارتفاعه حوالي 3000 متر. أما الجبال المنخفضة فلم تهطل الثلوج عليها حتى الآن، مما اضطر أصحاب مناطق التزلج للجوء إلى نافثات الثلوج الاصطناعية.
أما أنهار الراين والدانوب وإلبه والموزل، فقد انخفض منسوب المياه فيها بشدة، مما أثر على الملاحة البحرية. وتراجع منسوب المياه في نهر الراين بمقدار 1,5 متر عن معدله في مثل هذا الوقت من العام، مما أجبر السفن على تحميل ربع حمولتها فقط. وأدى تراجع المياه إلى العثور على عدد من القنابل التي ألقتها طائرات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية على ضفاف الأنهار، كما تم العثور على عدد من البراميل المليئة بمواد كيميائية سامة كان أصحابها قد تخلصوا منها بشكل غير مشروع وألقوا بها في الأنهار.
عبد الرحمن عثمان
مراجعة: محمد المزياني