ألمانيا.. دعوات للحذر عشية انتهاء معظم قيود كورونا الحكومية
٢ أبريل ٢٠٢٢رغم استمرار ارتفاع مخاطر العدوى بفيروس كورونا في ألمانيا، ستنتهي في مناطق واسعة من البلاد اعتبارا من غدا الأحد (3 أبريل/ نيسان 2022) معظم القيود الحكومية الخاصة بمكافحة كورونا، بموجب القانون المعدل للحماية من العدوى.
وباستثناء ولايتي مكلنبورغ-فوربومرن وهامبورغ، لن يتبقى سوى تعليمات عامة قليلة يمكن إصدار أمر بها في كل الولايات تقريبا، وتتعلق هذه التعليمات بالكمامات على سبيل المثال في العيادات ودور الرعاية والمستشفيات والحافلات والقطارات بالإضافة إلى إجراء اختبارات في المدارس على سبيل المثال.
ترحيب "ليبرالي" برفع القيود
"خطوة مهمة ومفرحة في اتجاه (العودة إلى) الحياة الطبيعية"، بحسب ما ذكر فولفغانغ كوبيكي، نائب رئيسة البرلمان الألماني (بوندستاغ). وأضاف نائب رئيس الحزب الديمقراطي الحري "الليبرالي" لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" "نحن سنفعل ما تم تطبيقه من قبل أيضا في دول أوروبية مجاورة، بعضها طبقه منذ مدة طويلة".
ومن جانبه، دافع وزير العدل ماركو بوشمان عن إنهاء معظم تدابير الحماية من كورونا وقال اليوم السبت (2 أبريل/ نيسان 2022) خلال مؤتمر إقليميي لحزبه الليبرالي بولاية شمال الراين ويستفياليا، إن دراسة لجامعة أوكسفورد أظهرت أن ألمانيا إلى جانب دول مثل لاوس وميانمار من الدول التي تطبق التدابير الأكثر صرامة للحماية من كورونا. وأضاف بوشمان: "عندما نكون آخر ديمقراطية ليبرالية في العالم لا تزال تعمل بمثل هذه التدابير الصارمة، فعندئذ لا ينبغي علينا أن نتسم بجنون العظمة الألمانية لنقول: نحن نعرف كل شيء بصورة أفضل".
وزير الصحة: خطر العدوى الآن أكبر
لكن وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ أوصى باستمرار ارتداء الكمامات داخل القاعات المغلقة. وفي تصريحات لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية، قال الوزير الذي ينتمي لحزب المستشار أولاف شولتس، الاشتراكي الديمقراطي، إن من الممكن الاستمرار في ارتداء الكمامة أثناء التسوق، على سبيل المثال، "وهذا ما أنصح به أيضا كل مواطن".
وأعرب لاوترباخ عن اعتقاده بأن "خطر الإصابة بالعدوى نادرا ما كان أعلى مما هو عليه الآن"، وقال إنه يعتقد بصحة تدابير مثل الارتداء الإجباري للكمامة وقواعد حماية أخرى من وجهة نظر طبية ووبائية، لكن هذه التدابير لم تعد ممكنة بعد في كل أنحاء ألمانيا على الصعيد القانوني.
لكن بغض النظر عن القواعد الحكومية، يمكن لشركات ومحلات ومؤسسات أخرى الإبقاء على تعليمات مثل الارتداء الإجباري للكمامات.
وتوقع لاوترباخ استمرار انخفاض أعداد إصابات كورونا الجديدة ولاسيما بعد عيد الفصح، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى وفاة ما يتراوح بين 200 و300 شخص يوميا جراء الإصابة بعدوى كورونا "وهذا ليس مقبولا، فهذا بمثابة سقوط طائرة كل يوم".
زعيم المعارضة ينتقد لاوترباخ والأخير يرد
ومن جهته تحدث فريدريش ميرتس، زعيم المعارضة في ألمانيا، عن ارتفاع عدد الإصابات بكورونا، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن المستشفيات غير مثقلة بالأعباء، متهما وزير الصحة بتبني رؤية قاتمة للوضع، وقال في تغريدة على موقع "تويتر" اليوم السبت: "الوزير لاوترباخ يحب دور الطبيب القلق الذي يرى ألمانيا كلها على أنها سرير مستشفى".
وفي المقابل، عارض لاوترباخ هذا الاتهام، موضحا أنه لا يرى ألمانيا بأسرها على أنها سرير مستشفى، وكتب ردا على تغريدة ميرتس: "لكن في الوقت الحالي يموت حوالي 230 شخصا يوميا بكورونا. كل يوم. أريد أن أمنع ذلك في الخريف. لقد اعتاد الكثيرون على وفاة الكثير من الناس".
تراجع جديد في معدل الإصابة الأسبوعي
وسجل معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض صباح اليوم السبت تراجعا جديدا في معدل الإصابة الأسبوعي بفيروس كورونا في ألمانيا. وأوضح المعهد أن عدد حالات الإصابة بالعدوى لكل 100 ألف شخص على مدار سبعة أيام، بلغ حاليا 1531,5 مقابل 1758,4 قبل أسبوع، وتم تسجيل 196 ألفا و456 حالة إصابة جديدة بالفيروس السبت، مقابل 225 ألفا و26 حالة يوم السبت الماضي. وبلغ عدد حالات الوفاة الناجمة عن المرض خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 292 حالة، مقابل 278 حالة قبل أسبوع.
ومن المقرر أن يصدر البرلمان الألماني (بوندستاغ) يوم الخميس المقبل قراره بشأن عدة طلبات تنص على التطعيم الإجباري اعتبارا من سن 18 أو 50 عاما. ويعارض التحالف المسيحي فرض إلزام عام بالتطعيم، ويقترح بدلا من ذلك خطة تطعيم متدرجة يتم تفعيلها من قبل البرلمان ومجلس الولايات حسب الوضع الوبائي. وكتب لاوترباخ على "تويتر" إن مقترح التحالف المسيحي لا يمثل حلا، بينما أكد ميرتس أن الحكومة ليس لديها أغلبية في البرلمان لتمرير التطعيم الإلزامي، معتبرا أن إن إخفاقا محتملا في تمرير التطعيم الإجباري لن يضر كثيرا بالبلاد.
ص.ش/ع.ج (د ب أ)