ألمانيا لم تتلق إخطارا رسميا بسحب قوات أمريكية
٨ يونيو ٢٠٢٠قالت وزيرة الدفاع الألمانية، أنغيريت كرامب- كارنباور اليوم الاثنين (الثامن من حزيران/ يونيو 2020) عقب مؤتمر عبر الفيديو لهيئة رئاسة حزبها المسيحي الديمقراطي، المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل، إنها لا تعلم بشأن عزم الحكومة الأمريكية على سحب مزعوم لقوات أمريكية من ألمانيا إلا عبر تقارير صحفية، مضيفة أنها لا تريد لذلك الإدلاء بتكهنات عن الأمر.
وذكرت كرامب- كارنباور أن الحقيقة هي أن وجود جنود أمريكيين في ألمانيا يخدم الأمن العام في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك الأمن الأمريكي، مضيفة أن هذا هو "الأساس الذي نتعاون عليه"، مشيرة إلى أن هذا أيضا هو الأساس الذي يشكل عليه العديد من الجنود الأمريكيين "جزءاً حقيقياً" من المجتمع المحلي، مضيفة أنهم مندمجون على نحو جيد في المجتمع الألماني ويضطلعون بدور مهم.
وتطرقت كرامب - كارنباور مجدداً إلى الجدل الذي أثاره الرئيس الأمريكي ترامب حول الاستعانة بالجيش في مهام داخلية للتصدي للاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل الأمريكي جورج فلويد. وذكرت الوزيرة أن نظيرها الأمريكي مارك إسبر والجيش الأمريكي أشارا بوضوح إلى الوضع الدستوري وأوضحا على نحو جلي أنهما لا يرون مهمة للجيش في ذلك، وقالت: "أرى رد فعل الجيش الأمريكي هناك واضحاً جداً ومهدئاً للأجواء للغاية"، مشيرة إلى أن الوضع الدستوري في ألمانيا يختلف عن ذلك تماماً.
وكانت كرامب-كارنباور قد ذكرت الأسبوع الماضي أنه من الجيد أن نظيرها الأمريكي رفض الاستعانة بالجيش الأمريكي داخلياً، مضيفة أن قادة القوات المسلحة الأمريكية عارضوا استخدام العنف، مشيرة إلى أنه من الجيد معرفة أن نفس القيم لا تزال موجودة في الولايات المتحدة وألمانيا، مضيفة أنه حتى إذا تغير شاغلو المناصب في البيت الأبيض، ستبقى هذه القيم سبباً لقوة المجتمع المدني.
في السياق نفسه، أعرب رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، ماركوس زودر، عن قلقه البالغ إزاء الجدل حول انسحاب محتمل لقوات أمريكية من ألمانيا. وقال زودر، الذي يترأس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الشريك في الائتلاف الحاكم، اليوم الاثنين في تصريحات إعلامية إنه إذا حدث ذلك فعلاً، سيكون هذا "مؤسفاً للغاية، وليس دليلاً كبيراً على الثقة في التعاون بين ألمانيا والولايات المتحدة".
وذكر زودر أنه بالنظر إلى القيم المشتركة والماضي المشترك، وكذلك "الشراكة الأمنية الوثيقة والقوية للغاية"، كان من المناسب أن "يتحدث الطرفان في إطار مفعم بالثقة" حول هذه المسائل، وليس أن تعلم ألمانيا بشـأنها عبر وسائل الإعلام.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نشرت الجمعة الماضية تقريرا استندت فيه لمسؤول بالإدارة الأمريكية لم تفصح عن هويته، جاء فيه أن ترامب أمر بسحب 9500 جندي من القوات الأمريكية في ألمانيا حتى أيلول/ سبتمبر المقبل، والتي يبلغ قوامها إجمالا 34500 في الوقت الحالي. وأشار المسؤول إلى اتجاه بتحديد سقف عدد القوات الأمريكية في ألمانيا بـ 25 ألف جندي.
وفي سياق متصل، استبعد السفير الأمريكي الأسبق في ألمانيا، جون كورنبلوم، أن يسحب الرئيس ترامب قواتَ أمريكية من ألمانيا. وقال: "أتوقع ألا يكون هناك انسحاب للجنود... ترامب يبالغ في تصريحاته ولا يفعل شيئا بعد ذلك". وذكر كورنبلوم أن ما يهم ترامب هو التأثير، مرجحاً أن تكون هذه الخطط مجرد رد فعل على المستشارة ميركل ورفضها لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبعة الكبرى في واشنطن، وقال: "ترامب لديه مشكلات مع ميركل، لأنه لا يستطيع تحمل نساء قويات".
م.م/أ.ح (د ب أ)