ألمانيا مهددة بفقدان آخر مصنع للهواتف النقالة على أراضيها
١٧ يناير ٢٠٠٨انتقد رئيس وزراء ولاية شمال الراين فيستفاليا بشدة شركة نوكيا الفنلندية لصناعة أجهزة المحمول بسبب إعلانها عن عزمها إغلاق مصنعها بمدينة بوخوم التابعة للولاية . وقال يورغن روتغرز إن خطط الشركة بشأن إغلاق مصنعها في بوخوم "غير مفهومة وليست على ما يرام". وعبر روتغرز خلال حديثه مع تلفزيون غرب ألمانيا/ في دي إر مساء أمس الأربعاء (16 يناير/ كانون الثاني) عن استيائه بسبب إصرار الشركة على إغلاق مصنعها في ولايته رغم أنه كان يحقق الكثير من الأرباح ورغم أنه حصل على الكثير من الدعم المالي من حكومة الولاية والحكومة الاتحادية. وأضاف:" الحقيقة هي أن الكثير من الأموال العامة، 60 مليون مارك ألماني من ميزانية الولاية و 23 مليون على الأقل من ميزانية الحكومة الاتحادية، صبت في هذا المصنع عام 1999."
مباحثات وتهديد بمقاطعة نوكيا
ووعد روتغرز الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن تبذل حكومته المحلية كل ما بوسعها لمساعدة العمال المتضررين من إغلاق المصنع. وقال إنه سيبدأ مباحثات مباشرة مع إدارة شركة نوكيا من أجل إقناعها بعدم الإقدام على مثل هذه الخطوة. وبين بأنه سيقترح عليها إجراءات تؤدي إلى التقليل من تكاليف الإنتاج، وفي نفس الوقت هدد الشركة ببدء تحقيق على المستوى الأوروبي يقوم على اتهامها باستغلال المساعدات الأوروبية بشكل غير مشروع، كذلك هددها بخسارة صفقات في ألمانيا في حال استمرت في تطبيق خطتها بإغلاق مصنع بوخوم.
وأعلنت شركة نوكيا الفنلندية عملاق إنتاج الهواتف المحمولة في العالم عزمها على إغلاق مصنعها في بوخوم وتسريح ما لا يقل عن ألفين من عمالها البالغ عددهم 2300 عامل قبل منتصف العام الجاري. وذكر متحدث باسمها أن إغلاق المصنع أصبح ضرورة ملحة لضمان الحفاظ على قدرتها التنافسية في المدى الطويل مشيراً إلى نقل الإنتاج إلى مصانع أوروبية أخرى. في الوقت نفسه أعلنت الشركة أنها بصدد بيع فرع أجهزة الاتصالات الخاصة بالسيارات أيضا.
موتورولا سبقت نوكيا في مغادرة ألمانيا
وشركة نوكيا هي شركة صناعة الهواتف المحمولة الوحيدة المتبقية في ألمانيا حيث أن جميع الشركات الأخرى نقلت مصانعها إلى خارجها. وكانت آخرها شركة موتورولا الأمريكية التي كانت تشغل مصنعا حديثا في مدينة فلينسبورغ أقصى الشمال الألماني قبل نقله صيف 2007. وقبل ذلك أغلقت شركة بين كيو- سيمنس BenQ-Siemens مصانعها في ألمانيا ومن ضمنها مصنع في مدينة كامبلينفورت في ولاية شمال الراين فيسفاليا وخسر حوالي 2000 شخص وظائفهم حينها. وكانت بين كيو التايوانية قد اشترت فرع شركة سيمنس لصناعة الهواتف المحمولة ثم أعلنت إفلاسها في خطوة مثيرة للجدل. وجاء ذلك على ضوء اتهام بين كيو بإساءة استخدام دعم مالي حصلت عليه من السلطات الألمانية ومن شركة سيمنس نفسها. وفي هذا الإطارات تم تحويل أموال كبيرة من الشركة في ألمانيا إلى الشركة الأم في تايوان.