أمريكا اللاتينية ـ لاجئون من المنطقة وسوريا
٢٤ يونيو ٢٠١٧أفادت أرقام رسمية أن المكسيك سجلت في 2016 أكثر من 9.000 طلب لجوء، لكن عدد المهاجرين لأسباب اقتصادية الذين يريدون البقاء في البلاد أو التوجه في غالبيتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ارتفع إلى نصف مليون شخص. وقالت فرانشيسكا فونتانيني من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المكسيك "يتعلق الأمر بموجات لاجئين مختلطة يصعب فيها التمييز بين طالبي اللجوء والأشخاص الذين يفرون من العنف والنزاعات. وتقول هذه الأخصائية إن "الأنشطة المتنامية للمنظمات الإجرامية وسرقة الأراضي والعنف ضد النساء والتجنيد الإجباري ترفع بسرعة من عدد الأشخاص الذين يريدون الفرار".
وغالبية المهاجرين في المكسيك، 90 في المائة تأتي من ثلاثة بلدان من الهندوراس والسالفادور وغواتيمالا أو ما يسمى "بالمثلث الشمالي". وهي بلدان وصلت فيها السلطة غير الحكومية في السنوات الأخيرة إلى حدود غير معروفة إلى حد الآن. ففي الفترة وحدها بين أكتوبر وديسمبر 2015 مر حوالي 40.000 شخص عبر الحدود المكسيكية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما تفيد أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وعدد طلبات اللجوء غير المحسومة لأناس من المنطقة ارتفعت من 21.000 في 2012 إلى 110.000 في 2015 بما يشمل كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت فونتانيني أن "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعتني بطالبي اللجوء ومنظمات أخرى تُعنى باللاجئين الآخرين. والمهم على كل حال ليس فقط منح اللجوء والحماية، بل أيضا أن ينجح اندماج الناس في المجتمع".
مؤسسات ضعيفة
فالوضع جد مثير بحيث أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الدول الأمريكية نظمت في يوليو 2016 لقاء خاصا لتحسين حماية الناس من "المثلث الشمالي". وتتمثل إحدى التحديات في كبر مساحة "المثلث الشمالي" والمكسيك. وما هو صعب بالأخص هو تغير ممرات الهجرة. فالحدود مفتوحة وموجات الهجرة متقلبة، والحكومات المختلفة لا تتبع سياسة موحدة. فهي في الغالب غير قادرة على تطبيق القوانين القائمة ولها موارد بشرية محدودة ومؤسسات ضعيفة.
وتتمثل إشكالية إضافية في موجات الهجرة المختلطة في الكاريبي. فعلى غرار ما يحصل في البحر المتوسط تقوم عصابات مهربين بإرسال الأشخاص على متن قوارب صغيرة غير صالحة للإبحار إلى أسفار مجهولة. والكثير من القوارب يتم إيقافها في عرض البحر ويتم إعادة اللاجئين إلى البلدان الأصلية، "حتى ولو أن ذلك يخرق القانون الدولي".
هناك أيضا أمل
لكن هناك أيضا أمل. فحكومة كولومبيا تمكنت من متابعة الحوار مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية وإنهاء النزاع المسلح منذ 50 عاما. وهو نزاع تسبب في 6.7 مليون نازح في الداخل ونحو 350.000 طالب لجوء. وقالت فونتانيني إن "الإكوادور تلعب دورا مهما في استيعاب لاجئين كولومبيين. فمن بين 60.000 لاجئ آوتهم البلاد ينحدر 90 في المائة من كولومبيا. وبدأ الوضع يتحسن ببطء في كولومبيا. وجمهورية الدومينكان لا تطرد أشخاصا لا يتوفرون على هويات شخصية قد يكن لهم الحق في الحصول على الجنسية الدومينيكانية وتبحث عن حلول لصالح أشخاص من دون هويات.
وهناك أيضا حركة في جنوب المنطقة حيث تأوي البرازيل والأرجنتين مجموعات سكانية كبيرة من أصول عربية وتأويان عددا متزايدا من اللاجئين من الشرق الأوسط. وقالت فونتانيني:"البرازيل نحو 8.000 والأرجنتين نحو 3.000 شخص غالبيتهم من سوريا". ويبدو أنه ليس هناك مشاكل في الاندماج داخل المجتمعات.
بابلو كوميتس/ م.أ.م