اتهامات جديدة لقطر بعدم تحسين وضع العمال الأجانب
٢١ مايو ٢٠١٥اتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في تقرير الخميس (21 مايو/أيار 2015) قطر بعدم الإيفاء بالوعود التي قطعتها على نفسها لإصلاح قوانين العمل بهدف تحسين ظروف العمال الأجانب مثل دفع الرواتب ونظام "الكفالة" الذي يترك العامل تحت رحمة رب العمل، وكذلك أيضا القيود المفروضة على انتقال العامل من رب عمل إلى آخر.
#links# وفي سياق متصل، قال الباحث لدى منظمة العفو في شؤون المهاجرين في الخليج مصطفى قادري إن هناك "شكوكا جدية بشأن التزام قطر بمكافحة استغلال المهاجرين". وبحسب المنظمة الحقوقية، فإن إحصاءاتها المستندة إلى أرقام استقتها من الحكومتين الهندية والنيبالية تشير إلى أن 411 عاملا من هذين البلدين، وهما أكبر مصدرين للعمالة الأجنبية في قطر، لقوا حتفهم في هذا البلد في 2014، من دون أن توضح ملابسات وفاتهم. وأضاف قادري أن "الحكومة قطعت وعودا بتحسين حقوق العمال المهاجرين في قطر ولكن عمليا لم يحدث أي تقدم ملحوظ"، متهما قطر بمحاولة القيام ب"مجرد عملية علاقات عامة".
وأوضح قادري أنه يخشى أن تكون وعود تحسين حقوق العمال "مجرد حيلة علاقات عامة" لضمان أن تحافظ قطر على حق تنظيم البطولة الأهم في كرة القدم. وهناك ما يقدر بـ1.5 مليون عامل مهاجر في قطر، ويتوقع أن يزداد ذلك العدد بمقدار مليون عامل إضافي خلال الأعوام المقبلة.
وعددت منظمة العفو تسعة مجالات "جوهرية" للإصلاح، مؤكدة أن الدوحة لم تحقق إلا "تقدما محدودا" في خمسة منها، معربة في الوقت نفسه عن أسفها خصوصا لعدم وفاء قطر بوعدها بتعيين 300 مفتش عمل قبل نهاية 2014 ولبطئها في توفير نظام الكتروني لسداد الرواتب حتى وإن كان هذا الإجراء هو "الإصلاح الأهم" الذي قامت به حتى اليوم.
وفي مطلع أيار/مايو أقر مسؤولون قطريون بأن تطبيق الإصلاحات يستغرق وقتا أكثر مما كان متوقعا، مؤكدين في الوقت نفسه تمسكهم بتغيير الوضع. وقال وزير العمل والشؤون الاجتماعية عبدالله بن صالح الخليفي لوكالة فرانس برس إنه واثق "بنسبة 90 بالمائة" أن نظام الكفالة سيتم استبداله في نهاية هذا العام، معربا عن أمله في أن يتم بحلول منتصف آب/أغسطس إلغاء نظام الكفالة الذي تنتقده منظمات غير حكومية وتعتبره بمثابة "عبودية العصر الحديث"، وكذلك أيضا تحسين ظروف سكن العمالة الأجنبية.
وناشدت منظمة العفو الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي يعقد الأسبوع المقبل مؤتمره العام لانتخاب رئيس جديد له، "إعطاء الأولوية" لهذا الملف و"حض السلطات القطرية سرا وعلنا على تطبيق إصلاحات حقيقية لحماية حقوق المهاجرين".
وردا على مناشدة منظمة العفو قال "الفيفا" في بيان إنه "أخطر علنا وبصورة متكررة" السلطات القطرية بشأن هذا الموضوع، مؤكدا أنه "سيواصل حض السلطات القطرية على إنجاز الإصلاحات وإلغاء نظام الكفالة": ورحب الاتحاد بأن يكون كأس العالم في كرة القدم عاملا مساهما في "إحداث تغيير مهم" في أوضاع العمال المهاجرين، مؤكدا أن "أيا من الحوادث التي ذكرها التقرير وقع في مواقع ملاعب كرة القدم" التي يجري بناؤها في قطر. وأعرب الفيفا عن أمله في أن يتم تطبيق "المعايير" المفروضة على الشركات العاملة في هذه الورش "على نطاق أوسع بحيث تصبح مرجعا في البلد بأسره".
يذكر أن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا المؤلفة من 47 دولة كانت قد صوتت الشهر الماضي على قرار غير ملزم يطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإعادة التصويت على استضافة تلك البطولة. وأثير جدل حول وضع قطر كمستضيف لكأس العالم على خلفية حقوق عمال البناء في البلاد وحول ملابسات فوزها بحق استضافة البطولة.
ش.ع/ع.ج.م (د.ب.أ، أ.ف.ب)