أمن إسرائيل والملف الإيراني على رأس أجندة المحادثات الإسرائيلية الألمانية
١١ فبراير ٢٠٠٨تعيش العاصمة الألمانية برلين حاليا إجراءات أمنية مشددة بسبب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لألمانيا، التي بدأت أمس الأحد 10 فبراير/شباط وتنتهي غداً الثلاثاء. وذكر تقرير نشرته صحيفة "برلينر مورجن بوست" اليوم الاثنين أن نحو ألف من رجال الشرطة الألمانية يتولون مهمة حماية أولمرت، الذي وصفته الصحيفة بأنه "أحد أكثر الساسة في العالم تعرضا للمخاطر". ونوهت الصحيفة إلى تشديد الإجراءات الأمنية وإغلاق بعض الشوارع في برلين لبعض الوقت، وقالت إن سكان العاصمة الألمانية يجب أن يعدوا أنفسهم للتأقلم على هذا الأمر حتى غدا الثلاثاء.
عملية السلام في الشرق الأوسط على رأس اهتمامات ألمانيا
يلتقي أولمرت كبار المسؤولين الألمان، وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث يناقشان العلاقات الثنائية بين البلدين بالإضافة إلى مناقشة الوضع في الشرق الأوسط، الذي يعد من نقاط التركيز الأساسية بالنسبة للسياسة الخارجية الألمانية. وقد انتهزت المستشارة ميركل فرصة زيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى ألمانيا لتؤكد في حديثها الأسبوعي على أن المسؤولية الخاصة التي تتحملها ألمانيا تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط، وتجاه أمن إسرائيل، ستبقى في المستقبل أيضاً أحد أهم أعمدة السياسة الألمانية في الشرق الأوسط. وأضافت ميركل: "ألمانيا والاتحاد الأوروبي سيبذلان كل ما في وسعهما من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام. هدفنا هو أن توجد دولة إسرائيل آمنة ومستقرة، تتعايش إلى جانب دولة فلسطين في سلام وحرية".
"علاقة خاصة" تربط ألمانيا وإسرائيل
وتعد العلاقات الثنائية بين ألمانيا وإسرائيل في أفضل حالاتها، حيث ترغب ميركل وأولمرت في الاتفاق على إجراء أول مباحثات حكومية ألمانية إسرائيلية منتظمة يشارك فيها وزراء من مجلسي وزراء البلدين في آذار/مارس المقبل بمناسبة الذكرى الستين لإقامة دولة إسرائيل، في إشارة إلى تضامن ألمانيا الخاص مع إسرائيل بهذه المناسبة. إلا أن ما قد يحسن العلاقات الإسرائيلية الألمانية، قد يثير الشكوك لدى الجانب العربي حول دور ألمانيا في المنطقة، حسب رأي خبير الشرق الأوسط في إذاعة دويتشه فيله بيتر فيليب، فإسرائيل لم تتلق مثل هذا التضامن من قبل، سوى من دول أوروبية قليلة. وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر أهم شريك لإسرائيل، لم تجر حتى الآن معها مثل هذه المشاورات المشتركة.
ويرى فيليب أن الأمر قد استغرق وقتا طويلاً، حتى تمكن العالم العربي من تفهم وتقبل العلاقة الخاصة التي تربط ألمانيا وإسرائيل. وبالرغم من ذلك، فإن صورة ألمانيا ظلت جيدة في العالم العربي، حيث شعر العرب بأن ألمانيا بذلت جهوداً جدية من أجل التوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى، فإن العرب لم يفرطوا في تفاؤلهم، حيث أنهم يعرفون جيداً أن هناك حدوداً للسياسة الألمانية في الشرق الأوسط، لا تنجم فقط عن العلاقة الخاصة مع إسرائيل، بل أيضاً عن الدور السطحي النسبي الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط بالمقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
مطالبة ألمانيا بممارسة المزيد من الضغوط على إيران
ولن تقتصر مباحثات ميركل وأولمرت على العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في الشرق الأوسط فحسب، حيث أكد متحدث باسم مكتب أولمرت لوكالة الأنباء الألمانية د.ب.أ أن برنامج إيران النووي هو أحد القضايا الرئيسية التي سيجرى بحثها خلال زيارة أولمرت القصيرة لألمانيا. ويعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي المطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لإرغام إيران على كبح برنامجها النووي، الذي وصفه بأنه "تهديد لوجود إسرائيل".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الوقت حان "لتكثيف الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على إيران"، مطالباً الدول التي لها مصالح اقتصادية في إيران بممارسة ضغوط خاصة. والجدير بالذكر أن ألمانيا تعد من بين أكبر المصدرين لإيران، حيث أرسلت سلعاً إلى إيران تبلغ قيمتها 4.1 مليار يورو في عام 2006. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن زيارة أولمرت لبرلين ستساعد في تعزيز "علاقة ممتازة بالفعل" مع ألمانيا، والاستفادة من "التحسن الواضح" في علاقات إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الخمس الماضية.
من المقرر أيضاً أن يلتقي أولمرت الرئيس الألماني هورست كولر ورئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت، وعدد من أعضاء مجلس النواب (البوندستاج). كما أنه من المتوقع أن يزور المتحف اليهودي، الذي افتتح في أيلول/سبتمبر في ضاحية كرويتسبرج ببرلين عام 2001. المتحف، الذي صممه المهندس المعماري دانيال ليبسكيند، يعرض مقتطفات من التاريخ الألماني اليهودي على مدار ألفيتين من الزمان.