أنجيلا ميركل تؤكد أهمية المبادرات العربية في إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط
١٨ يوليو ٢٠٠٧شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أهمية ضم المبادرات العربية إلى مساعي الدول الغربية الرامية إلى تفعيل عملية السلام في الشرق الاوسط. وأكدت المستشارة الألمانية أهمية المبادرات العربية بالقول إن مساعي الدول الغربية "لن تنجح دون مبادرات دول المنطقة." وأعربت ميركل في مؤتمر صحفي عقدته اليوم في برلين وجاء تمهيدا للعطلة الصيفية، أعربت عن دعمها لدعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش بشأن عقد مؤتمر موسع بهدف إحياء عملية السلام في المنطقة من جديد. وأبدت المسؤولة الألمانية في الوقت نفسه سعادتها باستئناف اللجنة الرباعية للسلام لنشاطها. وأكدت الزعيمة الألمانية دعم حكومة برلين للمحادثات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، واصفة إياها بأنها "تفتح نافذة للاستقرار في الضفة الغربية."
"أقود بالطريقة التي أتصورها"
وفيما يتعلق بجانب السياسة الداخلية في بلادها، أثنت المستشارة الألمانية على عمل الائتلاف الحكومي الذي تترأسه منذ تشرين ثان/نوفمبر 2005. وأشادت بشكل خاص بالانتعاش الاقتصادي في ألمانيا، مشيرة إلى أنه تم التصديق على موازنة عام 2008 التي تحقق أقل نسبة ممكنة من الديون الجديدة منذ إعادة توحيد شطري ألمانيا عام 1990، حسب قولها.
وردا على الانتقادات التي وجهت إليها من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريكها في الائتلاف الحاكم والتي اتهمتها بضعف قدراتها القيادية، قالت ميركل:" أقود بالطريقة التي أتصورها"، مضيفة:" كل شخص يقود على طريقته". وأوضحت في الوقت نفسه أن القيادة لا يمكنها التغلب على الخلافات في الآراء، موضحة أن التغلب على هذه المسألة يمكن أن يتم من خلال الحلول الوسطية. ودعت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي طرفي الائتلاف الحاكم إلى تقبل الخلافات القائمة بينهما، معترفة بوجود أفكار مختلفة بشأن تحديد حد أدنى وموحد للأجور.
من جهة أخرى، أيدت ميركل استمرار المهام التي تشارك بها ألمانيا في أفغانستان، لكنها تركت الخيار مفتوحا لزيادة أعداد القوات الألمانية المرابطة حاليا في هذا البلد والتي تقدر بنحو 3600 جندي، مشيرة إلى أن الزيادة ليست في صدارة الأولويات التي تعتزم تنفيذها. وحذرت ميركل من توقف المشاركة في مهام ترسيخ الأمن في أفغانستان، مطالبة برلمان بلادها بالموافقة على تمديد فترات هذه المشاركة في المستقبل.
تفهم لموقف بوتين ولكن....
وفيما يتعلق بالمناقشات الدائرة حاليا حول نظام الدفاع الصاروخي الذي تخطط الولايات المتحدة لإقامته في بولندا وجمهورية التشيك، أعربت المستشارة الألمانية عن تفهمها لموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدة في الوقت ذاته أنها ليست "ضد الرئيس الروسي،" لكنها نبهت إلى ضرورة عدم التشكيك في ِأهمية هذا النظام. واعتبرت المسؤولة الألمانية النظام الصاروخي بأنه يأتي ردا على التهديد الإيراني الذي لا يمكن إنكاره.
من جهة أخرى، دعت المستشارة الألمانية كل من بريطانيا وروسيا إلى التسريع في تسوية الخلاف الذي نشأ بين البلدين إثر اغتيال الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو في لندن، معربة عن أملها في ألا يتطور الأمر ويتسع ليتحول لأزمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وشددت في الوقت نفسه على العلاقات الوثيقة التي تربط روسيا ببريطانيا.