أنصار أردوغان في ألمانيا يحتفلون بفوزه وسط انتقادات
٢٩ مايو ٢٠٢٣احتفل مئات الأشخاص في ألمانيا الأحد (28 مايو/ أيار 2023)، بفوز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، وذلك عبر مسيّرات ومواكب تلقائية بالسيارات. وانطلقت سيارات مزيّنة بالأعلام التركية مستخدمة أبواقها في شوارع العديد من المدن بما في ذلك العاصمة برلين ودويسبورغ في غرب البلاد وهامبورغ شمالي البلاد.
وبحسب الشرطة، ظلت الاحتفالات سلمية في أغلبها، مع وقوع بعض الاشتباكات في مدينة مانهايم بولاية بادن-فورتمبرغ بجنوب غرب ألمانيا، وتعرض أفراد من الشرطة للرشق، كما اشتبك بعض المشاركين في المواكب مع المارة. ولم يعلن رسمياً عن أيّ إصابات.
وفي دويسبورغ، قالت الشرطة إن الاحتفالات شملت مواكب ضمت عدة مئات من السيارات، إلى جانب مسيرات ضمت عدة مئات من الأشخاص. وقال متحدث باسم الشرطة إن الفعاليات ظلت سلمية باستثناء إطلاق عدد قليل من الألعاب النارية.
وكانت هناك أيضا مواكب للسيارات في هامبورغ، حيث تشكلت صفوف طويلة من سيارات التي ظلت تطلق ابواقها أمام القنصلية التركية بالقرب من محطة سكة حديد "دامتور". واحتفل حوالي ألف فرد من أنصارأردوغان أمام القنصلية في هامبورغ، وظلوا يلوحون بالأعلام احتفاء بانتصار الرئيس.
كما تمّ رصد احتفالات ومسيرات أخرى بمشاركة مئات الأشخاص في مدن برلين وفرانكفورت وميونيخ. وفي مدينة إيسن الواقعة غربي البلاد، تمّ تنظيم تظاهرة صغيرة أمام القنصلية، بحسب بيانات الشرطة.
ويقدر عدد الأشخاص المنحدرين من أصول تركية في ألمانيا بثلاثة ملايين شخص، يشكلون 2 بالمائة من مجموع الناخبين الأتراك. ويبلغ عدد الناخبين الأتراك في ألمانيا مليون ونصف المليون ناخب.
ومن بين أشهر مناصري أردوغان، لاعب خط وسط منتخب ألمانيا السابق مسعود أوزيل الذي نشر مجدداً صورة له مع أردوغان فور الإعلان عن فوز الأخير بفترة ولاية أخرى مدتها خمس سنوات.
ونشر أوزيل (34 عاماً)، صورة على حسابه الشخصي على موقع إنستغرام يظهر فيها مع أردوغان أمام طائرة. كما تظهر في الصورة زوجة الرئيس، أمينة أردوغان.
وكان أوزيل، المولود في ألمانيا ومن أصول تركية، لاعبا رئيسيا في منتخب ألمانيا الفائز بكأس العالم 2014. وأرفق أوزيل بالصورة المنشورة عبارة "الحمد لله" متبوعا بقلب وعلم تركيا. وقبل الانتخابات نشر أوزيل صورة مختلفة تظهره مع أردوغان مرفقة بعبارة "نحن دائما معك، سيدي الرئيس" باللغة التركية.
الاحتفالات في مرمى الانتقادات
إلى ذلك انتقد السياسي الألماني جيم أوزدمير هذه الاحتفالات بشدة. وكتب أوزدمير على تويتر، يحتفل الناس "دون أن يكونوا مجبرين على تحمل عواقب اختيارهم". وزير الزراعة في حكومة الائتلاف المكوّن من الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر ، إلى جانب الحزب الحر الديمقراطي، أعرب عن مخاوفه بشأن التطورات المستقبلية في تركيا.
وتابع أوزدمير قائلا: "المواكب ليست احتفالات لمؤيدين غير مؤذين لسياسي استبدادي إلى حدٍّ ما". وإنما "هي (الاحتفالات) رفض لا يمكن تجاهله، لديمقراطيتنا التعددية". وتابع "وفي نفس الوقت تعبير عن فشل في ألمانيا تجاه الأشخاص من أصل تركي. لم يعد من الممكن التغاضي عن كل هذا".
وحسب أوزدمير القيادي في حزب الخضر، هناك خطر يواجه ألمانيا يتجلى في "أن القومية المتطرفة والأصولية ستنتشر بقوة أكبر في هذا البلد من قبل أئمة جدد من أنقرة". وفي إشارة إلى تركيا، كتب أوزدمير أن الكثير من الناس هناك "مضطرين" حالياً لدفع ثمن فوز أردوغان في الانتخابات "من خلال الفقر وانعدام الحرية". كما أنه يأسف "للكثيرين، وخاصة الشباب وذوي التعليم الجيد في تركيا الذين سيفقدون كل أمل".
يذكر أن أردوغان فاز في انتخابات الإعادة التي جرت أمس الأحد ضد زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو. وحصل أردوغان على حوالي 52% من الأصوات، فيما حصل منافسه على نحو 48 % من الأصوات، وفقا للنتائج الأولية الصادرة من هيئة العليا للانتخابات.
و.ب/ م. س (أ ف ب، د ب أ)