أوباما يدافع عن خطط بناء مسجد مثير للجدل في نيويورك
١٤ أغسطس ٢٠١٠دافع الرئيس الأميركي باراك اوباما باسم حرية المعتقد الديني، التي يضمنها الدستور الأميركي، عن حق المسلمين في بناء مسجد قرب موقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر2001 في نيويورك، في أول تدخل له في هذه القضية، التي تثير جدلا حادا في الولايات المتحدة.
وقال اوباما خلال إفطار رمضاني يوم أمس الجمعة في البيت الأبيض: "بصفتي مواطنا، بصفتي رئيسا، أعتقد أن المسلمين يملكون الحق في ممارسة شعائرهم الدينية شانهم شان أي شخص آخر في هذا البلد. وهذا يتضمن الحق في بناء مكان للعبادة ومركز للجماعة على ارض ملكية خاصة جنوب مانهاتن".
وبذلك اتخذ الرئيس الاميركي موقفا لافتا في قضية تثير جدلا واسعا في الولايات المتحدة منذ أن حصلت جماعة خاصة الأسبوع الماضي على الحق في هدم مبنى بنيويورك يبعد مبنيين فقط عن موقع مركز التجارة العالمي المدمر بهدف إقامة مسجد ومركز ثقافي إسلامي يتألف من 15 طابقا على الموقع.
انتقادات واسعة للمشروع
وكانت لجنة في بلدية نيويورك في الثالث من آب/اغسطس قد وفقت بالإجماع على مشروع البناء، لكن معارضيه يرون أنه يدل على أن "المسلمين يبنون مساجد في مواقع غزواتهم". كما يرى المعارضون أيضا أن بناء مسجد في موقع قريب جدا من "غراوند زيرو" يشكل اهانة لذكرى ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية.
وعلاوة على ذلك دعا أيضا ساسة محافظون مثل سارة بالين، المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس ونيوت جينجريتش وهو رئيس جمهوري سابق لمجلس النواب الى الغاء المشروع، بينما أيد مايكل بلومبيرج رئيس بلدية نيويورك مشروع المركز الإسلامي بقوة مثل منظمات دينية كثيرة بالمدينة.
وأظهر استطلاع لمركز ماريست في الأسبوع الماضي اعتراض 53 في المائة من سكان نيويورك على المشروع. ويلوح في الافق طعن قانوني واحد على الأقل، لكن قرار وكالة المدينة في الثالث من اغسطس / آب سيمهد الطريق أمام بناء بيت قرطبة، الذي سيتضمن قاعة تضم 500 مقعد في إطار المجمع الثقافي الإسلامي .
ويؤكد أنصار المشروع أن "بيت قرطبة" سيساعد على تجاوز الأفكار النمطية المسبقة التي ما زال المسلمون في المدينة يعانون منها منذ الاعتداءات على برجي مركز التجارة العالمي.
قلق مسلمي الوليات المتحدة من تنامي "العداء للإسلام"
ويتزامن الاعلان الرئاسي الامريكي مع مخاوف عبرت عنها جمعيات مسلمة في الولايات المتحدة إزاء شعور "متنام بالعداء للإسلام" مع اقتراب ذكرى 11 ايلول/سبتمبر، التي تتزامن هذه السنة مع عيد الفطر.
وقد طلبت جمعيات مسلمة في الولايات المتحدة من الشرطة الأميركية تشديد تدابيرها الأمنية لتفادي أي أعمال عدائية ضد المسلمين في هذه المناسبة. وقالت متحدثة باسم المجلس الإسلامي للشؤون العامة ومقره في لوس انجلوس إن قوات الأمن الأميركية تلقت إرشادات تطالبها بالبقاء على أهبة الاستعداد على امتداد الأراضي الأميركية تحسبا لاي اعمال عنف خلال عيد الفطر.
وعززت مشاعر الغضب من مخطط بناء مسجد في نيويورك واعلان كنيسة في فلوريدا (جنوب شرق) نيتها تنظيم "يوم دولي لاحراق القرآن" يوم 11 ايلول/سبتمبر المقبل، مخاوف المسلمين من اعتداءات محتملة في هذه الفترة.
(ي. ب / ا ف ب / رويترز/ د ب ا)
مراجعة. لؤي المدهون