أول لاعب أصمّ في الدوري الألماني الممتاز
٢٠ يوليو ٢٠٠٧إنه لاعب كرة قدم جيد ومنذ ثلاثة أسابيع محترف في صفوف فريق ماينتس الصاعد. شتيفان ماركولف هو أول أصم يلعب كرة القدم باحتراف في دوري الدرجة الأولى الألماني "بوندسليغا". في صراع على الكرة خلال مباراة ودية جمعت فريقي ماينتس وأينتراخت نورتهايم ارتطم رأس شتيفان ماركولف برأس أحد لاعبي الفريق الخصم. إثر ذلك بقي شتيفان ماركلوف للحظات قليلة ملقاة على أرض الملعب. وما أثار انتباه الجميه ولفت الأنظار هو تصرّف زميله في الفريق ميلوراد بيكوفيتش من صربيا الذي أخذ يبحث وسط العشب الأخضر عن جهاز تقوية السمع الذي سقط من أذني شتيفان أثناء الاصطدام. "لولا أن اللاعب الصربي عثر على جهاز السمع لأضعت ألف وخمسمائة يورو". هذا ما قاله شتيفان لاحقاً. جدير بالذكر أن إبن الثانية والعشرين يعتمد بشكل كبير على جهازين من هذا النوع، فهو أصمٌ منذ ولادته.
إنجاز غير مسبوق
بانضمامه إلى قائمة لاعبي الدوري الألماني الممتاز حقق شتيفان ما لم يُحققه أي لاعب آخر من قبل. وقال شتيفان: "أنا فخور جداً بما حققته. والآن أسعى بالطبع إلى تحقيق إنجاز آخر وهو الانتماء إلى التشكيلة الأساسية للفريق". ما يزيد من قدرات اللاعب الأصمّ هو تمتعه بتوازن جيد، على الرغم من إعاقته. صحيحٌ أن المدافع الأصمّ يستخدم جهاز تقوية السمع، لكنه لا يستطيع السماع والاطلاع على كل ما يحدث على أرض الملعب مثل باقي اللاعبين. إذ يُمكن بوضوح ملاحظة أن المدافع يفتقر لحاسة السمع التي تُعتبر واحدة من أكبر النعم التي أنعم الله علينا بها. فأثناء اللعب يلتفت شتيفان ماركلوف حوله أكثر من أي لاعب آخر وبواسط التلويح باليدين والرأس يستطيع شتيفان التفاهم مع زملائه في الفريق، وبشكل خاص لتنظيم صفوف خط الدفاع. أحياناً لا يسمع اللاعب الأصمّ صافرة الحكم ويواصل اللعب، لكن الحكم لا يفرض عليه أية عقوبة لأنه يكون على علم مسبق بإعاقته، أي بفقدانه حاسة السمع. إذ قبل بداية كل مباراة يشارك فيها شتيفان ماركلوف يُبغ الجهاز الإداري لفريق ماينتس حكم المباراة بحالة اللاعب الأصمّ وأن عليه مراعاة ذلك.
أكثر ما يلفت النظر هو تصرّف اللاعب الأصمّ خلال موقف مثير أو مُربك، إذ يبقى شتيفان هادئاً ولا يبدو الغضب عليه أبداً. ويقول شتيفان: "لدي ميزة جيدة غير متوفرة لدى الآخرين وهي أنني لا أسمع كل ما يدور حولي ولا أسمع نداءات زملائي في الفريق أو الأعضاء الآخرين على جانبي الملعب، وبالتالي ينصب تركيزي على اللعب وتقديم الأداء الأفضل. فأحياناً يُصدر ثلاثة لاعبين أو أكثر نداءات لي لأن كلاً منهم يعتقد أنه الأجدر بتلقي الكرة وأنه في المكان الأفضل للتسجيل، لكني لا ألتفت لذلك لأنني لا أسمع ذلك كما يسمعه بقية اللاعبين، وبالتالي أُمرر الكرة بكل هدوء للاعب الذي أراه في الموقع الأفضل. يقول مدربه يورغين كلوب: "من المؤكد أن شتيفان تعلم جيداً كيفية قراءة اللعبة لأنه يعتمد على ذلك أكثر من أسي لاعب آخر.
يُمكن لهذه الميزات والصفات التي يتمتع بها شتيفان المولود في "فيتسيهاوزن" الألمانية أن تساعده خلال الأسابيع القادمة في تحقيق حلمه باحتراف كرة القدم وبالمشاركة لأول مرة في مباريات الدوري الألماني لكرة القدم "بوندسليغا".
علاء الدين موسى البوريني