إحباط مذبحة خطط لتنفيذها تلميذان في إحدى المدارس الألمانية
١٩ نوفمبر ٢٠٠٧قالت شرطة مدينة كولونيا الألمانية إنه تم إحباط مذبحة في مدرسة جورج بوشنر الثانوية كان تلميذان ينويان تنفيذها ضد عدد من زملائهم ومدرسيهم. وأضافت الشرطة أن التلميذين خططا للانتحار بعد تنفيذ الجريمة.
وفيما نجحت الشرطة في إلقاء القبض على أحد المخططيْن، أقدم الآخر على الانتحار قبل إلقاء القبض عليه، وذلك بإلقاء نفسه أمام قطار المترو، ليموت بعدها في المستشفى متأثرا بجراحه.
ولم يتضح الدافع وراء الهجوم المحبط، غير أن الشرطة أفادت أن الطالب الذي تم إلقاء القبض عليه (18 سنة) أعترف بأنه كان ينوى هو وشريكه (17) سنة) قتل وجرح العديد من الطلاب انتقاماً منهم بسبب مضايقات هؤلاء له، وأنه أراد قتلهم لشعوره بالظلم منهم.
ووفقا لمصادر الشرطة، عثر في منزل المتهمين أثناء عملية التفتيش الأولية على مسدسات هوائية وقوسين بالإضافة إلى 16 رمح، وقائمة بأسماء 17 طالباً ومدرساً. كما صادرت الشرطة حاسوبي الطالبين بهدف الوصول إلى معلومات جديدة تشير إلى دوافع تخطيطهما لتلك المذبحة.
وكانت إدارة المدرسة قد أبلغت الشرطة بعد اكتشاف بعض التلاميذ أن زميلهم المشتبه به الأصغر سنا نشر صورا في الإنترنت لحادثة إطلاق نار وقعت في مدرسة كولومكباين الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999. يشار إلى أن الحادث المذكور أسفر عن مقتل 13 شخصا.
وعلى الفور توجه ضباط الشرطة إلى المدرسة وقابلوا التلميذ المقصود وتوصلوا إلى نتيجة تشير إلى أنه لا يشكل تهديدا للآخرين، كما أنه وعدهم بسحب الصور من الإنترنت.
لكنه أقدم على الانتحار وهو في طريقة إلى المنزل، الأمر الذي جعل الشرطة تواصل التحريات وبالتالي التوصل إلى الشريك الآخر واكتشاف قائمة تضم 17 من التلاميذ والمدرسين يعتقد أنهم الضحايا المحتملون.
التخطيط لتنفيذ المذبحة في ذكرى مذبحة مشابهة!
وقد أعادت هذه العملية النقاش حول العنف في المدارس وإقدام التلاميذ على ارتكاب مذابح بحق زملائهم ومدرسيهم إلى دائرة الأضواء من جديد. كما أثارت مخاوف وتوقعات من تكرارها من خلال الاقتداء بعمليات مشابهة.
يشار في هذا السياق إلى أن هذين الطالبين كانا يعتزمان تنفيذ تلك المذبحة يوم غد الثلاثاء 20 نوفمبر/ كانون ثان، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى للمذبحة التي نفذها قبل عام أحد التلاميذ (18 سنة) داخل إحدى المدارس الإعدادية في مدينة أمسدتين الألمانية التي أسفرت عن إصابة 37 شخصا إصابات بعضهم خطيرة، وانتحار منفذ المذبحة.
من ناحيتها، أفادت صحيفة "كولنر اكسبريس" الصادرة في مدينة كولونيا أن المخطط الأصغر سنا اعتبر منفذ المذبحة التي حدثت في فنلندا في وقت سابق من الشهر الجاري مثله الأعلى، إذ كتب في أحد المواقع الإلكترونية أن التلميذ الفنلندي يعتبر بالنسبة له "صديقا" ويرغب أن يكون "مشهورا" مثله، كما نقلت عنه الصحيفة.
مخاوف من انتشار ظاهرة القدوة السيئة
في هذا السياق، يرى مدير مركز الجنايات في مدينة فيسبادن الألمانية رودولف ايج تشابها بين عمليات مختلفة تمت في ألمانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي فينلندا كذلك، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن يقدم على مثل هذه الأعمال تلاميذ لهم ميول أو سوابق جنائية.
وأضاف: "للأسف يجب علينا أن نتوقع حدوث مثل هذه الأعمال التي تأتي تقليدا لعمليات مشابهة سابقة." ويشير المسئول الألماني إلى وجود تشابه بين بعض هذه العمليات مثل نشر معلومات عنها في الإنترنت واختيار مناسبة معينة لتنفيذها.
ويحذر الخبراء من "تقليد" مثل هذه العمليات، مشيرين إلى أن بعض التلاميذ يجدون أنفسهم في ظروف مشابهة لأقرانهم الذين سبق أن ارتكبوا مثل هذه الأعمال، فيقتدون بهؤلاء الذين يعتبرونهم "أبطالا".