إحراق شاب لنفسه يشعل احتجاجات في تونس
٢٠ ديسمبر ٢٠١٠لا تزال مدينة سيدي بوزيد التونسية مسرحاً لاضطرابات مستمرة بين مئات من الشبان وعناصر الشرطة، بعد أن حطم المتظاهرون الغاضبون نوافذ المحلات وأضرموا النار في عدد من السيارات، وذلك في أعقاب إحراق شاب تونسي نفسه كبادرة احتجاج على تعرضه للضرب من قبل شرطي في المدينة.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن سيارات الشرطة لا تزال تطارد المتظاهرين في شوارع المدينة، الواقعة على بعد 265 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس، واعتقلت منهم العشرات. وذكروا أن مئات المتظاهرين رشقوا مقر الولاية وسيارات الأمن ورجال الشرطة بالحجارة، وأشعلوا إطارات مطاطية وحاويات قمامة في طرقات المدينة.
وتصدت قوات الشرطة للجموع الغاضبة بالقنابل المسيلة للدّموع، التي أشار الشهود إلى استخدامها بشكل "مكثف"، وأن المتظاهرين استعملوا بشكل مكثف أيضاً الحجارة، مرددين شعارات مثل "حق التظاهر واجب وحق التعبير واجب".
أحرق نفسه ليحتج على ظروفه المتردية
وكان محمد بو عزيزي، البالغ من العمر 26 عاماً، وهو خريج جامعة وعاطل عن العمل، قد أقدم على إحراق نفسه يوم الجمعة الماضي، بعد أن صفعه شرطي بلدية على مرأى الجميع في سوق المدينة، إثر رفضه الامتثال لأوامر بحجز الغلال والخضر التي كان يبيعها على عربة مجرورة دون حمل ترخيص من البلدية.
وبدأ المئات من الشبان، الذين يعانون من نفس مصير بو عزيزي، بالتظاهر يوم السبت تعاطفاً معه، إلا أن الاحتجاجات تطورت، بحسب شهود العيان، إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وأفراد الشرطة، أدت إلى اعتقال العشرات وتكسير واجهات المتاجر وتهشيم سيارات.
وبدأت السلطات التونسية منذ السبت في الدفع بتعزيزات أمنية إلى محافظة سيدي بوزيد، التي يقطنها نحو 40 ألف نسمة، يعملون بشكل أساسي في الزراعة. وترتفع في هذه المحافظة معدلات البطالة خاصة في صفوف خريجي الجامعات.
وقال مهدي الحرشاني، وهو أحد أقارب محمد بو عزيزي، الذي يرقد في مستشفى بالعاصمة تونس في حالة حرجة، بعد إصابته بحروق بليغة: "المواجهات استمرت اليوم أيضاً بوسط المدينة ... الناس غاضبون على ما جرى لمحمد وعلى تفشي البطالة."
ويعتبر تشغيل حاملي الشهادات الجامعية من أكبر التحديات التي تؤرق الحكومة التونسية، التي تسعى لتوفير مزيد من فرص العمل في بلد تصل فيه معدلات البطالة إلى 14 بالمائة، وفقا للأرقام الرسمية.
(ي.أ/ د ب أ/ رويترز)
مراجعة: حسن زنيند