إستراتيجية واشنطن لقهر إيران
١١ أكتوبر ٢٠١٢يرى خبراء أمريكيون إن الحرب الاقتصادية، وفصل الشعب عن النظام الحاكم عبر سياسات متعاقبة ومدروسة كانت واحدة من أسباب اجتمعت ،وساهمت بتفعيل التفكك في المجتمع السياسي في الإتحاد السوفيتي السابق، وهكذا فعلت مع نظام صدام حسين الذي كان صعب المراس؟، هم الآن يرون إن الحرب لن ترغم الإيرانيين -المشهورين بالصبر والعناد- على التراجع إلى حد تنازلهم عن إتمام مشروعهم القومي في بناء المنشآت النووية التي مضى على العمل بها سنين. الحل يكمن في حرب الاقتصاد، ودعم الاحتجاجات ،ودعم المعارضين ليملكوا المبادرة.
الحركة الخضراء في إيران رغم إنها انتهت منذ أشهر، وربما مرت بسبات لن يطول بالتأكيد، فهي كالنار التي تختبئ تحت الرماد ،وسرعان ما تثير ريح ما جذوتها ،فتشتعل النيران التي تحرق الأخضر واليابس معا، ثم العقوبات الاقتصادية القاسية والتي تكللت بحزمة من القرارات التي بدأها البيت الأبيض من خلال وقف التعامل مع البنك المركزي الإيراني، ووقف التعاملات الدولية معه .وهي الخطوة التي تبعتها خطوات مماثلة أتخذها الإتحاد الأوربي رغم اعتراض بعض القوى اليسارية،عاضد ذلك قيام دول مجلس التعاون الخليجي بمحاصرة القوى المنظمة سواء حكومات أو منظمات مساندة لإيران ،وهي جزء من معسكرها الممانع،والفكرة المعلنة هي وقف البرنامج النووي الإيراني الذي يصر الغرب على مراميه العسكرية التي تشكل مصدر خطر دائم على أمن إسرائيل،ولكن الحقيقة مختلفة فعديد من دول العالم التي تعاني من وجود قوى دينية غاية في التطرف كباكستان تمتلك ليس برنامجا نوويا وحسب، بل وصلت إلى مرحلة الإنتاج والتفجير المعلن ،ومعها الهند أيضا،وإذن فالقضية مرتبطة برؤية غربية للسيطرة على العالم ،وتركيع أي طرف عالمي لا يقبل بهذه الرؤية بما فيها محاولة تركيع روسيا والصين، وتدمير البنية التحتية للإسلام الأصولي والقوى المتعاضدة مع إيران.
الضغوط على إيران سوف تتصاعد
ستعاني الجمهورية الإسلامية من ضغوط متزايدة خلال الفترة الوجيزة المقبلة، وليس بالحصار الاقتصادي وحسب إنما بتفكيك المنظومة الموالية لها.حماس تتجه نهائيا الى أحضان محور الاعتدال وبرعاية قطرية بعد محاصرتها،على أن يتم لاحقا القضاء على الحركات الإسلامية التي ترفض مشروع الهيمنة الغربية والفكر الأحادي في إدارة العالم..وبعيدا عن التعصب والنظرة التي تحكمنا في علاقتنا مع إيران إلا إنه يمكن القول :إن إيران ليست صاحبة مشروع نووي أو اقتصادي يحاول التملص من السيطرة والنفوذ الرأسمالي الغربي،إنما يمثل نموذجا لا تستطيع أوربا وأمريكا ولا الدول العربية-الخليجية خاصة- التعاطي معه لأنه مختلف عقائديا وفكريا ويتبنى توجها من الصعب في يوم ما أن يلتقي بالنموذج المضاد.
ستتنوع أشكال الضغط على إيران ،وتمتد العقوبات لتشمل كل ماله صلة بالاقتصاد والسياسة ،وحشد المعارضة، والاتصال بتنظيمات داخلية ،وإتباع أساليب وتكتيكات مختلفة ومن حين لآخر لقهر إيران وتفكيكها قبل توجيه الضربة النهائية لها.
هذا المشروع لا يمكن النظر إليه بمعزل عن التفكير بالقدرات الإيرانية والخطط الذي قد تضعها الدوائر السياسية والإستخباراتية الإيرانية والمؤسسات الاقتصادية لمواجهة الغرب وأمريكا ،لكن علينا أن ننتظر المفاجآت غير المتوقعة،وليس معلوما إلى أين تتجه الأمور في عالم متسارع ومتخاصم ومتحفز وقلق،وتنقصه الثقة بالآخر.
إنه مجتمع بني على فكرة العداء، ويمضي الى المجهول