إسرائيل تطلق أسرى فلسطينيين وتبني مستوطنات جديدة
٣٠ أكتوبر ٢٠١٣أفرجت إسرائيل عن دفعة من 26 أسيرا فلسطينيا معتقلين منذ أكثر من 20 عاما في إطار مفاوضات السلام الجارية مع الفلسطينيين برعاية أمريكية، وبالتزامن مع ذلك أعلنت الحكومة الإسرائيلية عزمها بناء 1500 وحدة سكنية بالقدس الشرقية.
أفرجت إسرائيل في وقت مبكر اليوم الأربعاء (30 أكتوبر/تشرين أول 2013) عن 26 سجينا فلسطينيا في المرحلة الثانية من عفو محدود يهدف إلي مساعدة محادثات سلام ترعاها الولايات المتحدة تسير بخطى متعثرة بسبب انقسامات في كلا الجانبين. وباستثناء معتقل واحد، فان جميع الأسرى المفرج عنهم والذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 كانوا محكومين بغالبيتهم الساحقة بالسجن مدى الحياة لمرة واحدة على الأقل لإدانتهم بقتل إسرائيليين، حسب اللائحة التي نشرتها مصلحة السجون الإسرائيلية.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أعلن الاثنين أن "قرار الإفراج عن السجناء هو احد أصعب القرارات التي اتخذتها. من غير العادل أن يتم إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين قبل قضاء عقوبتهم. قلبي مع العائلات الثكلى". وشدد نتانياهو الاثنين على ضرورة "مراعاة ثقل الواقع" في إشارة إلى الوعد الذي قطعه لواشنطن بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين لإتاحة استئناف الحوار مع الفلسطينيين.
واستؤنفت المفاوضات بين إدارة عباس وإسرائيل في واشنطن في يوليو تموز بعد توقف استمر ثلاثة أعوام. ولم يكن للمحادثات التي تجرى في طي الكتمان تأثير يذكر في طمأنة الفلسطينيين المنزعجين من الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة أو الإسرائيليين الذين يشكون في قدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على إلزام حماس بالتقيد بأي اتفاق سلام مستقبلا.
بناء وحدات استيطانية جديدة بالقدس الشرقية
وفور الإفراج عن الأسرى أعلنت إذاعة الجيش أن إسرائيل ستبني 1500 وحدة سكنية في حي رامات شلومو الاستيطاني بالقدس الشرقية. وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أن نتانياهو وساعار وافقا أو اتفق أيضا على إقامة "مشروعين سياحيين جديدين، أحدهما قرب أسوار البلدة القديمة والثاني في منطقة جبل سكوبوس". ونقلت وكالة رويترز عن وزارة الداخلية الإسرائيلية تأكيدها أن 1500 وحدة سكنية ستقام في رامات شلومو وهي مستوطنة يغلب على سكانها اليهود المتطرفون أقيمت بالقدس الشرقية عام 1995.
وفي محاولة لإرضاء حزب البيت اليهودي والمتشددين في ليكود قال مسؤولو الحكومة إن مشروعات بناء وحدات سكنية جديدة ستعلن قريبا في الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة التي تريد إسرائيل الاحتفاظ بها في إطار أي اتفاق سلام بالمستقبل. وأكد مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية الخميس لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه أن إسرائيل "ستواصل خلال الأشهر المقبلة الإعلان عن البناء في الكتل الاستيطانية وفي القدس" مؤكدا أن "الأمريكيين والفلسطينيين على علم مسبق بهذا الترتيب"، إلا أن القادة الفلسطينيين نفوا بشكل قاطع منذ ذلك الحين أن يكونوا وافقوا على بناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات مقابل إطلاق سراح الأسرى.
من جهتها اتهمت الرئاسة الفلسطينية اليوم الأربعاء إسرائيل بالعمل على تدمير عملية السلام بقرارها بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن سياسة الاستيطان الإسرائيلية "مدمرة لعملية السلام ورسالة للمجتمع الدولي أن إسرائيل دولة لا تلتزم بالقانون الدولي وتواصل وضع العراقيل أمام عملية السلام ". وحذر أبو ردينة، من أن استمرار الاستيطان "يدفع الجانب الفلسطيني والعربي إلى فقدان الثقة بقدرة هذه الحكومة (الإسرائيلية) على صنع السلام".
ع.ج.م/ ح.ز (رويترز، أ ف ب، د ب أ)