إسرائيل مقبلة على حكومة ائتلافية قد تتعامل مع حماس بواقعية
٢٤ مارس ٢٠٠٦يتوقع فوز حزب كاديما الذي يتزعمه ايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت في الانتخابات العامة التي ستشهدها إسرائيل في 28 مارس/ آذار الجاري، غير أنه لن يتمكن على الأرجح من تشكيل حكومة دون التحالف مع أحزاب أخرى. فاستطلاعات الرأي تشير إلى حصوله فقط على 37 إلى 40 من مجمل مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا. أما حزب العمل اليساري بقيادة عمير بيريتس فيتوقع حصوله على 19 إلى 20 مقعدا. ومن المحتمل أن يشكل الحزبان الحكومة الإسرائيلية المقبلة وفقا لرأي المراقبين.
الإسرائيليون مع الانفصال عن الفلسطينيين
وحول القضايا الذي ستلعب الدور الرئيسي في هذه الانتخابات يقول افي بريمور السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا "أن المواضيع الاقتصادية والاجتماعية كظاهرة الفقر المتنامية وكيفية تحسين الأوضاع المعيشية ستكون ذات أهمية كبيرة. غير أن " العلاقات مع الفلسطينيين والمسائل الأمنية ومستقبل الأراضي المحتلة ستلعب الدور الحاسم فيها". ويضيف بريمور أن دعوة كاديما لانسحاب أحادي الجانب من الأراضي الفلسطينية المحتلة رفع رصيد هذا الحزب الذي أسسه ارييل شارون لدى الإسرائيليين الذين تؤيد غالبيتهم الانفصال عن الفلسطينيين. وفي حين يريد حزب كاديما انسحابا أحادي الجانب من بعض المناطق من الأراضي الفلسطينية المحتلة دون أية مفاوضات مع الفلسطينيين، يرى حزب العمل أنه يجب التفاوض والتشاور معهم لتنسيق الانسحاب بما يرضي الطرفين. أما حزب الليكود فلا يريد الانفصال عن الفلسطينيين وإنما الاستمرار في احتلال أراضيهم وبناء المزيد من المستوطنات فيها.
الدكتور عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني الديموقراطي في إسرائيل يرى أيضاً أن احتمالات تشكيل حكومة ائتلافية بين كاديما وحزب العمل كبيرة، لاسيما وأن كلا الحزبان يرغبان في الانفصال ديموغرافياً عن الفلسطينيين. وحذر بشارة في نفس الوقت من أن حزب كاديما ليس كما يُسوق له عربياً ودولياً بأنه حزب انتقل من اليمين إلى الوسط، وإنما هو حزب يميني معاد للفلسطينيين وأمني للغاية يستغل الظروف الدولية المواتية لصالحه من أجل فرض شروطه.
العلاقة بين حماس والحكومة الإسرائيلية المقبلة
وفي رده على كيفية تعامل الحكومة الإسرائيلية المقبلة مع الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حركة حماس يقول بريمور أن "هذا يعتمد بالدرجة الأولى على الأخيرة، فإذا أرادت التمسك بأيدلوجيتها الإسلامية المتطرفة التي تدعو إلى تدمير دولة إسرائيل واستمرارها في استخدام الإرهاب فلن يكون هناك مفاوضات معها". وأضاف بريمور أن الحركة ستقوم بتغير مواقفها المتعنتة لأنه ليس أمامها خيارات أخرى في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها الفلسطينيون لاسيما وأن إسرائيل ما زالت تسيطر على المعابر البرية والبحرية والجوية. ونوه السفير إلى أن حماس لن تحقق أي نجاح للفلسطينيين بدون إسرائيل. وعليه فإنها ستخسر شعبيتها بنفس السرعة التي كسبتها بها إذا لم تبحث عن سبل للتفاهم الحكومة الإٍسرائيلية القادمة. وتنبأ بأن الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستتعاطى مع حماس بشكل واقعي أكثر مما هو عليه الآن، ذلك أن الأجواء الانتخابية تحتم على أي حزب الالتزام بشعاراته ومواقفه وخصوصاً في هذه الفترة.
ومن جهة أخرى يرى الدكتور بشارة أن فوز حماس في الانتخابات لن يؤثر كثيرا على سير ونتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، ذلك أن حزب كاديما حزب يميني الأصل يريد فرض خططه من طرف واحد. وقد تبلور هذا الاتجاه لديه قبل فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة.
ثلاثة أحزاب عربية تخوض الانتخابات
أما الأحزاب العربية المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة فتتمثل في ثلاثة تيارات هي التجمع الوطني الديموقراطي بقيادة الدكتور عزمي بشارة (متوقع حصوله على 4 مقاعد) والجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة بقيادة النائب محمد بركة (متوقع حصولها على 3 مقاعد) والقائمة العربية الموحدة (تحالف الحركة الإسلامية والنائب الدكتور أحمد الطيبي) (متوقع حصولها على مقعدين). وحول فكرة تجمع هذه التيارات الثلاث في تحالف واحد قال الدكتور بشارة أن هذا ما يتنماه بالفعل ولو أن هذا الشيء لن يرفع عدد المقاعد في الكنيست. وأضاف إنه وفي حال نجحت التيارات الثلاثة في الانتخابات وهو الشيء المتوقع فلن يضيع أي صوت عربي بل ستترجم كلها إلى مقاعد نيابية. أما فيما يتعلق ببرنامجه الانتخابي فقال الدكتور بشارة أنه لا يركز على تطور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لأن مواقف حزبه في هذه المسألة ثابتة ومعروفة، وإنما على عرب الداخل وكيفية حل ومعالجة قضاياهم. ويأتي في مقدمتها مسألة التميز العنصري وحالات الفقر المتزايدة بينهم بسبب تهميشهم من النواحي السياسية والاقتصادية.
دويتشه فيله