منافسة بين نتانياهو وغانتس ..فمن سيكون "صانع الملوك"؟
١٦ سبتمبر ٢٠١٩ويواجه نتنياهو تحديات هائلة لحكمه وربما اتهامات جنائية بعد الانتخابات في ثلاث قضايا فساد. وتشير أحدث استطلاعات الرأي قبل يوم الانتخابات إلى أن السباق متقارب بشدة وغير محسوم. وتتوقع تساوي فرص حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو مع حزب أزرق أبيض الوسطي حيث لن يتمكن أيهما من تحقيق أغلبية صريحة.
لكن من المرجح فوز نحو عشرة أحزاب بمقاعد في البرلمان (الكنيست). وتشير استطلاعات الرأي أيضا إلى دعم متزايد لكتلة فصائل يمينية موالية لنتنياهو، وهو ما قد يجلب له النصر.
فما هي السيناريوهات المحتملة لما قد تؤول إليه الانتخابات:
السيطرة على أغلبية مقاعد الكنيست!
السيناريو الأول يكون بفوز الليكود مع الأحزاب اليمينية والدينية الثلاثة التي أعلنت بالفعل دعمها له بأغلبية. ومع الفوز بما لا يقل عن 61 مقعدا، لا يتكبد نتنياهو عناء كبيرا لتشكيل ائتلاف على غرار حكومته المنتهية ولايتها التي أيدت موقفه المتشدد تجاه إيران والاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية معها عام 2015 واتخذت موقفا صارما تجاه الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال نتنياهو في الأيام القليلة السابقة للانتخابات إنه سيضم غور الأردن وكل المستوطنات التي بنتها إسرائيل على أراضي الضفة الغربية المحتلة، وهي أراض يطالب بها الفلسطينيون لتكون جزءا من دولة لهم. وستثير مثل هذه الخطوة البهجة في نفوس حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف.
لا فائز واضح وتشكيل حكومة وحدة بزعامة نتنياهو!
سيناريو آخر، أنه وبعد يوم الانتخابات، يستشير الرئيس الإسرائيلي زعماء الأحزاب ويسألهم عمن سيدعمونه لتولي رئاسة الوزراء. ومن ثم يطلب الرئيس ريئوفين ريفلين من المرشح الذي يرى أنه الأوفر حظا محاولة تشكيل حكومة. وحصل نتنياهو على فرصته بعد الانتخابات السابقة في أبريل نيسان لكنه أخفق في تشكيل حكومة خلال الفترة المحددة لذلك وهي 42 يوما. وبدلا من أن يجازف نتنياهو بأن يعين ريفلين أحدا آخر لمحاولة تشكيل حكومة، آثر رئيس الوزراء إجراء انتخابات ثانية.
وإذا اختير نتنياهو مرة أخرى ووصل إلى طريق مسدود مجددا فإنه قد يخرج عن نطاق كتلته من الأحزاب اليمينية واليهودية لتشكيل ما يعرف باسم "حكومة وحدة" مع من هم خارج دائرة حلفائه الطبيعيين.
ومن المرجح أن يعني هذا أقوى خصومه بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض الوسطي. وقال غانتس إنه لن ينضم إلى حكومة يتزعمها نتنياهو مشيرا إلى اتهامات محتملة لنتنياهو بالفساد. لكن السياسة الإسرائيلية تشتهر بمرونتها وتغير الولاءات فيها باستمرار.
لا فائز واضح وتشكيل حكومة يمين وسط دون نتنياهو!
إذا فشل نتنياهو مجددا في تشكيل حكومة فإن حزبه نفسه قد يطيح به لتمهيد الطريق أمام ائتلاف حاكم بين الليكود وأزرق أبيض تاركا نتنياهو في غياهب السياسة.
ولم يطرح أحد في الليكود مثل هذه الفكرة علنا حتى الآن. وقد يتغير هذا إذا أخفق نتنياهو في محادثات تشكيل ائتلاف.
هزيمة واضحة لنتنياهو، وتشكيل حكومة يسار وسط
إذا حصلت أحزاب الوسط واليسار على أغلبية في البرلمان، فسيقود غانتس حكومة قد تضم إلى جانب حزبه، حزب العمل وحزب المعسكر الديمقراطي، وهو حزب علماني تشكل حديثا ويدعو للحفاظ على البيئة، دون الحاجة إلى التحالف مع اليمين.
لا فائز واضح، وإجراء انتخابات جديدة
إذا لم يتمكن أي مرشح من تشكيل حكومة، فسوف تتجه إسرائيل إلى انتخابات مبكرة أخرى. لكن من المرجح أن يبذل المشرعون قصارى جهدهم لتجنب إجراء انتخابات ثالثة هذا العام.
من هو صانع الملوك؟
وقد يصبح وزير الدفاع السابق اليميني أفيغدور ليبرمان الذي دخل المعترك الانتخابي كمنافس لنتانياهو صانعا للملوك في حملته "لجعل إسرائيل طبيعية من جديد"، مستهدفاً بذلك الأحزاب اليهودية المتشددة في إسرائيل. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن صانع الملوك هو ليبرمان، وزير الدفاع السابق الذي يتبنى نهجا متشددا. وهو مستوطن ذو آراء قومية متشددة، سيرفع عدد مقاعده إلى المثلين من خمسة إلى عشرة تقريبا. وقال ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا إنه لن ينضم إلا إلى حكومة وحدة وطنية تضم ليكود وأزرق أبيض. غير أن ليبرمان اتخذ في الماضي خطوات غير متوقعة.
ماذا عن مشكلات نتنياهو القانونية؟
أعلن النائب العام الإسرائيلي نيته توجيه الاتهام لنتنياهو في ثلاثة تحقيقات فساد. ومن المتوقع أن يقرر ما إذا كان سيوجه الاتهام رسميا له بنهاية عام 2019 بعد جلسة استماع قبل المحاكمة ستنعقد في أكتوبر تشرين الأول، حيث سيتاح لنتنياهو خلالها الرد على الاتهامات. وينفي رئيس الوزراء ارتكاب أية مخالفات.
ي ب/ ع.أ.ج ( رويترز)