إسقاط تمثال مكتشف أمريكا وترامب يقارن خصومه بالنازيين
٥ يوليو ٢٠٢٠أسقط متظاهرون تمثال كريستوفر كولومبوس في مدينة بالتيمور الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، في أحدث هجوم يستهدف معالم أو تماثيل لشخصيات تاريخية تتعلق بالعبودية أو الاستعمار. وظهر في صور نشرتها صحيفة بالتيمور صن اليومية متظاهرون يقومون بإسقاط تمثال المستكشف الإيطالي بواسطة حبل بالقرب من منطقة ليتل إيتالي.
وتطرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كولومبوس في خطابه بمناسبة العيد الوطني الذي يوافق 4 تموز/يوليو والموافق لذكرى يوم إعلان 13 مستعمرة بريطانية في 1776 انفصالها عن المملكة المتحدة وتأسيسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال ترامب "سنقاتل معًا من أجل الحلم الأمريكي، وسندافع على أسلوب الحياة الأمريكية الذي بدأ في عام 1492 عندما اكتشف كريستوفر كولومبوس أمريكا، وسنحميه ونحافظ عليه"، مهاجما بذلك المتظاهرين المناهضين للتمييز العنصري.
وينظر البعض الآن إلى كولومبوس، الذي طالما تم الاحتفاء بأنه "الشخص الذي اكتشف أميركا"، على أنه رمز قدوم الأوروبيين والاستيلاء على أراض لا تعود لهم. وفي أعقاب الاحتجاجات المناهضة لعدم المساواة العرقية التي أثارها مقتل جورج فلويد، وهو أمريكي من أصل أفريقي، على يد شرطي أبيض في مينيابوليس في 25 أيار/مايو، تم إسقاط ومهاجمة العديد من التماثيل التي تجسد شخصيات مرتبطة بالتاريخ الاستعماري أو التمييز في الولايات المتحدة وأماكن أخرى من العالم.
ترامب يقارن معارضيه بـ"النازيين"
وأضاف ترامب في مراسم جرت في حديقة البيت الأبيض "نحن في طريقنا لدحر اليسار الراديكالي والماركسيين والفوضويينومثيري الشغب واللصوص". وتابع "لن نسمح أبدا لحشد غاضب بهدم تماثيلنا ومحو تاريخنا وتعليم أطفالنا". مضيفا: "الأبطال الأمريكيون هزموا النازيين، وأخرجوا الفاشيين، وأطاحوا بالشيوعيين، وأنقذوا القيم الأمريكية، وأيدوا المبادئ الأمريكية، وطاردوا الإرهابيين".
وتمت إزالة العديد من تماثيل كريستوفر كولومبوس أو تخريبها، لا سيما في بوسطن وميامي وريتشموند أو فرجينيا أو كامدن في نيوجيرسي. من جانبها سحبت بلدية سان فرانسيسكو تمثال البحار الإيطالي من البرلمان المحلي.
انقسامات حادة تخيم على احتفالات يوم الاستقلال
جاءت ذكرى استقلال الولايات المتحدة هذا العام في وقت يشهد انقسامات حادة في المجتمع الأمريكي، ووسط ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد مجددا والتظاهرات ضد العنصرية.
وبقي الرئيس الأمريكي في خطابه بهذه المناسبة، وفيا للرسالة التي يكررها منذ أيام، مقللا مرة جديدة من خطورة الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بكوفيد-19 الذي يثير قلق السلطات الصحية. وقال ترامب "حققنا تقدما كبيرا واستراتيجية تعمل بشكل جيد".
وقبل ساعات من خطاب ترامب، أعلنت ولاية فلوريدا عن عدد قياسي من الإصابات بالفيروس بلغ 11 ألفا و458 في الساعات الـ24 الأخيرة.
وتتصدر الولايات المتحدة القائمة عالميا مسجلة 129730 حالة وفاة ومليوني و856239 حالة إصابة. وبحسب أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، عند الساعة 0600 بتوقيت غرينتش، فقد بلغ إجمالي الإصابات 11 مليونا و 267 ألف حالة. وتجاوز عدد المتعافين ستة ملايين، كما تجاوز عدد الوفيات
530 ألفا.
ا.ف/ م.س (أ.ف.ب، د ب أ)