إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل ودعوات دولية للالتزام بضبط النفس
١٢ سبتمبر ٢٠٠٩أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن "تدين بشدة" عملية إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل يوم أمس الجمعة. واعتبر فيليب كراولي خلال المؤتمر الصحافي اليومي في الخارجية الأمريكية أن هذه "الهجمات تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الداعي إلى وقف الأعمال العسكرية في المنطقة". وشدد المتحدث الأمريكي أيضا على ضرورة "أن تبقي الأسرة الدولية على التزامها في دعم قوة اليونيفيل (قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان)".
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عملية إطلاق الصواريخ وقال إن بعثة حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان ستحقق في الحادث. ودعا بان كي مون جميع الأطراف إلى ضبط النفس وضرورة "الالتزام بصورة كاملة بقرار مجلس الأمن رقم 1701 واحترام اتفاق وقف الأعمال العدوانية".
تصعيد سياسي وتحذير عسكري
ومن جهته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فؤاد السنيورة، أن حادث إطلاق الصواريخ والرد عليها "توتير للأجواء واستدراج للبنان إلى دائرة الخطر والتأزم". كما اعتبر الحادث "اعتداء على سيادة لبنان وسيادته". ومن ناحيتها، أعلنت إسرائيل اليوم السبت (12 سبتمبر/أيلول) أنها تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة بعد حادثة إطلاق الصواريخ على أراضيها.
وفي هذا السياق صرح داني ايالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، للإذاعة العامة أن "حكومة لبنان ذات السيادة لا تلتزم بواجباتها بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 1701 لأنها لا تمنع إطلاق الصواريخ ضد أراضينا". كما أكد المسئول الإسرائيلي على أن بلاده تعتبر الصاروخين اللذين أطلقا من لبنان على إسرائيل حادث فردي، لكنها ستكون مستعدة للقيام "بعمل قوي" إذا استمر العنف عند الحدود، وذلك نقلا عن وكالة رويترز.
توتر وإجراءات عسكرية
وكانت مصادر أمنية لبنانية وأخرى إسرائيلية قد ذكرت أن صاروخين على الأقل أطلقا من جنوب لبنان على شمال إسرائيل يوم أمس الجمعة وأن المدفعية الإسرائيلية ردت بقصف مناطق زراعية، أطلقت منها الصواريخ. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن صاروخين سقطا على إسرائيل، لكنها لم تتحدث عن خسائر بشرية. بينما أكدت مصادر لبنانية أن صاروخين على الأقل أطلقا من الجنوب اللبناني وأن 15 قذيفة أطلقت من إسرائيل، في حين أكد متحدث عسكري إسرائيلي أن إسرائيل أطلقت ما يقرب من عشر قذائف مدفعية ردا على الهجوم. يشار إلى أنه لم يتم بعد تحديد هوية من يقف وراء إطلاق هذه الصواريخ أو إعلان جهة ما رسميا مسؤوليتها عن الحادث.
وكان الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان قد عثرا على منصة خشبية استخدمت لإطلاق صاروخين من طراز كاتيوشا باتجاه شمال إسرائيل في أحد البساتين المطلة على بلدة القليلة قرب مدينة صور في جنوب لبنان. وعلى الصعيد الميداني أيضا، أقام الجيش اللبناني حواجز عدة في هذه المنطقة ويجري عمليات تفتيش لكل السيارات، كما يجري الجيش وقوات يونيفيل عمليات بحث مستمرة عن مطلقي الصواريخ.
كذلك اتخذت القوات الإسرائيلية المتمركزة على طول الحدود في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية مع لبنان تدابير عسكرية استثنائية في المنطقة. وفي الإطار ذاته، كثفت قوات "يونيفيل" من دورياتها اليوم السبت بالقرب من الحدود الإسرائيلية واستقدمت تعزيزات كبيرة إلى الحدود لمراقبة ما يجري. يشار إلى أن هذه أول صواريخ تطلق منذ فبراير/شباط من لبنان على إسرائيل، ما يصعد من حدة التوتر على الحدود التي مازالت الأوضاع بها متقلبة بعد ثلاث سنوات من الحرب التي وقعت بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
(هـــــ.ع/ د.ب.ا/أ.ف.ب/رويترز)
مراجعة: سمر كرم