إعادة بناء الجيش الصومالي بمساعدة ألمانية وأوربية
١٠ أكتوبر ٢٠١٠حطمت 20 عاماً من الحرب الأهلية الصومال. حيث أصبح هذا البلد، الذي كان مدعاة للفخر في منطقة القرن الأفريقي، قاعدة لعمليات القراصنة، كما يعني البعض، بل وأصبح معمل تفريغ جديد للعناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة.
وعلى أية حال فإن ميليشيات الشباب الإسلامية تسيطر على أجزاء كبيرة من الصومال. وبالكاد تستطيع الحكومة الانتقالية المدعومة من الغرب وبمساعدة بضعة آلاف من جنود قوات الاتحاد الأفريقي، الحفاظ على السلطة في وسط العاصمة مقديشو. وتأتي من الاتحاد الأوروبي جميع المساعدات لهذا البلد، الذي يحتاج أكثر من 40% من سكانه إلى مساعدات عاجلة. ويتم تنسيق هذه المساعدات من العاصمة الكينية نيروبي. ولكن إعادة بناء هذا البلد المحطم يحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد تقديم المعونات الإنسانية. وهذا ما دفع 14 دولة من دول الاتحاد الأوروبي بدعم من أوغندا أن تأخذ على عاتقها مهمة تدريب الجنود والضباط في الجيش المستقبلي للصومال وذلك منذ عام 2000. ومن المتوقع تخريج أول دفعة، وعددها 1000 جندي،تابعة لقوات الحكومة الانتقالية في مقديشو في نوفمبر 2010، وذلك بعد اجتيازها لدورة تستغرق ستة أشهر لتعزيز قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال، والتي تتكون حالياً من 7000جندي.
وبالإضافة إلى التدريب الأساسي في المرتفعات الأوغندية يتم تدريب الجنود على اكتشاف العدو، وكيفية التصرف في المناطق الملغومة، والاتصالات اللاسلكية، والإسعافات الأولية أثناء العمليات الحربية والقتالية. ووضع برنامج التدريب الخاص بـ"حرب الشوارع"، بإشراف من الجيش البرتغالي.
حرب الشوارع بأحذية مطاطية
يتسلل صوماليون طوال القامة، مرتدين أحذية مطاطية خضراء ويحملون بنادق الكلاشنيكوف من عيار 7 AK، ملاصقين لجدار بيت مبني خصيصاً في مخيم لأغراض التدريب. حيث يتدرب المنتسبون في فرق صغيرة تحت إشراف الضابط المسئول عن التدريب لاقتحام الباب الأمامي للمبنى، وتمشيط الغرف الأخرى، مع الحفاظ على توفير الحماية المتبادلة لكل فرد في الفرقة المهاجمة.وينتقل أفراد الفرقة من غرفة إلى أخرى ويقومون ، كما يُقال في لغة الجيش ، "بتنظيف المكان من العناصر المعادية".
ويقود الرائد رالف ك. من الجيش الاتحادي الألماني فريق المدربين الألمان المكون من 9 ضباط يدربون 100 منتسب في مرتفعات بهانجا في أوغندا. ويقول الرائد رالف إن " القتال في المباني يلعب دورا رئيسياً وخاصاًً في مقديشو في الوقت الراهن. حيث أن القتال في الشوارع أو في البيوت. وهذا يعني أنه يجب تدريب الجنود علي كيفية اقتحام المباني، والانتقال من غرفة إلى إخرى داخل المبنى، وكيفية القتال في الأماكن المكشوفة.".
الانضباط الألماني في التدريب
ويتولى المدربون من الجيش الاتحادي الألماني، بصبر عجيب وانضباط رائع ، تدريب جنود الصف الصوماليين على كيفية استخدام الرموز والمختصرات الإنجليزية وأيضاً على الاتصالات، وذلك بعد التدريب الأساسي، الذي يتولاه الجيش الأوغندي في نفس المخيم. ويساعدهم في ذلك المترجمون الكينيون.
ويُبلغ محمد أبو كار بصوت منخفض، مستخدماً جهازاً لاسلكياً، وهو يجلس تحت شجرة سنط توفر له الحماية: "الحصان الحديدي ينادي. الهدف يرتدي ملابس زرقاء هو من قبيلة الزولو، ويرتدي زياً عسكرياً ....انتهي." ولأن الميليشيات الصومالية تستخدم الهاتف الجوال أثناء القتال، فيتم الاستعانة بأجهزة اتصالات وتصنت متخصصة.
ويقول العقيد ستيفان فيتستسك، رئيس وحدة التدريب: "نظراً لأن العمليات الدولية في الصومال تجري بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية أو الأمم المتحدة، فإنه يجب على القوات الصومالية استخدام اللغة الإنجليزية في مجال الاتصالات اللاسلكية. ونحن نتدرب على ذلك".
أوليا إبل / حسام صابر
مراجعة: هبة الله إسماعيل