1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إعلام السلام – مسؤولية وتحدي

٢ يونيو ٢٠٠٩

تعتبر الصحافة من أهم ركائز الأنظمة الديمقراطية كما أنها تلعب دوراً هاماً في دفع عملية السلام أو في تأجيج التوتر في مناطق الأزمات. ومن هنا نشأت فكرة "إعلام السلام" التي تتطلب معايير أخلاقية إلى جانب المعايير المهنية.

https://p.dw.com/p/I1Xr
تقع على عاتق الصحفيين مسؤولية كبيرة في مناطق الأزماتصورة من: picture-alliance/ dpa

تُعد حرية الصحافة والتعبير من ضمن الركائز الأساسية للأنظمة الديمقراطية ومن أبرز العوامل المساهمة في التطور الاجتماعي العادل والسلمي لأي بلد. وقد ظهر هذا الأمر واضحاً في تقرير البنك الدولي الصادر عام 2003، حيث تم التركيز على أهمية دور الصّحافة والإعلام في دفع عملية التنمية على جميع الأصعدة. وعند صدور هذا التقرير، قال رئيس البنك الدولي آنذاك، جيمس فولفينزون: "حُريّة الصّحافة ليست رفاهية، وإنّما هي القلب النابض للتنمية العادلة ". بيد أن حرية الرأي والتعبير خاصة في دول ذات أنظمة هشّة أو في مناطق التوتر أو في دول شهدت من قبل أزمات، بحاجة إلى صحافة مسؤولة، أي تلك التي لا تصعّد من حدّة توتّر قائم أو تزيد من العداءات وتزرع الكراهية بين أطراف نزاع ما وإنّما – في أفضل الأحوال – تلك التي تسعى إلى المُساهمة في انفراج الأزمة، ويُطلق على هذا النوع من الإعلام "الصحافة التي تتعامل مع الأزمات بشكل حذر" أو "صحافة السلام".

مسؤولية في التعامل مع المواضيع الحسّاسة

Symbolbild Technik Internetradio Radio und Internet
العمل الصحفي يتطلّب إلى جانب الالتزام بالمعايير المهنية حسّ مرهف في التعامل مع القضايا الحسّاسةصورة من: picture-alliance / dpa / Themendienst

ونظرا لأهمّية دور الإعلام في دعم عملية السّلام والأمن الاجتماعي، خاصّة في مناطق التوتر والأزمات، بدأت بعض المُنظّمات الإنسانية في تكثيف نشاطاتها في هذا المجال، على غرار إيرينه، وهي منظمة سلام مسيحية دولية حرصت على العمل في الكونغو وذلك من خلال تدريب عدد من الصحفيين العاملين في الإذاعة المحليّة "إذاعة ماينديليو" في مدينة بوكوفو في الكونغو. ويقول هانسيورغ إنتس، وهو صحفي سويسري متخصّص في تدريب الصحفيين هناك، إن العمل الصحفي في تلك المناطق يتطلّب حسّا مرهفا في التعامل مع القضايا الحسّاسة، التي من شأنها أن تشعل فتيل التوتّر، إلى جانب الالتزام بالمعايير الصحفية مثل البحث وتحليل العديد من المصادر وتوخي الدقة. ويشدّد إينتس على مسؤولية الصحفيين في أن يكون السّعي إلى إيجاد حلول للأزمات قاعدة ثابتة لعملهم الصّحفي، من هنا يؤكّد الصّحفي السويسري أن صحافة السّلام إنّما هي بالدّرجة الأولى صحافة مسؤولة. ويضيف في هذا الإطار: "خلال الأزمات والحروب يجب على الصحفي طرح سؤال على نفسه: هل أزيد من اشتعال الصراع أم أساعد على إيجاد حلول و تحقيق المزيد من التفهم للطرف الآخر؟ وهذه هي الفكرة".

معايير العمل الصّحفي في مناطق التوتّر

Medienkrise Zeitungen und Internet
قد تساهم وسائل الإعلام في تأجيج توتر ما، ما لم تتبع الحيادية والموضوعيةصورة من: DW / Görner

أما مارتن تسينت، الصحفي والمنسق لشبكة "السلام والصراع" الصحفية المتخصصة بمجال صحافة السلام منذ عدة سنوات، فيرى أن الكثير من الصحفيين يسعون إلى السّبق الصحفي ونقل الخبر، دون النظر إلى ما يمكن أن يسببه تقريرهم من عواقب. لكن تسينت يرى أن العمل الصحفي لا يكفي أن يكون موضوعياً، لا يتحزب لطرف من الأطراف، بل يرى أيضاً أن عليه أن يسعى إلى التقريب بين أطراف النزاع بدلا من تأجيج التوتّر بينهم. وفي هذا السياق، يرى تسينت ضرورة تجنّب بعض المُصطلحات المُحمّلة على غرار كلمة "إرهابي"، وعدم الاقتصار على إجراء لقاءات مع "المسؤولين" أو "أصحاب القيادات العليا"، وإنّما أيضا مع ممثلين عن السواد الأعظم من الشعب. كما يدعو في حالة الأزمات إلى ضرورة تسليط الضوء على خلفيات الصراع ودوافع ومواقف طرفي النزاع دون استثناء.

من ناحية أخرى، يشدد هانسيورغ إنتس على ضرورة تعلّم قواعد حرفة الصّحافة، محذرا من أن انعدام التدريب الصحفي ونقص الإمكانيات المادية -خاصة في مناطق التوتر والأزمات- قد يؤثرا بشكل كبير على جودة العمل الصحفي وهو ما قد يحول دون أن يؤّدي مهمته، فيساهم بالتالي في تأجيج نار التوتّر. لذلك يدعو مارتن تسينت إلى دعم قطاع الإعلام والصحافة في هذه المناطق بالذات، لتوفير ظروف ملائمة للعمل الصحفي في مناطق الأزمات، مشيرا إلى أن التعاون الدولي لم يول حتى الآن اهتماما كبيرا بهذا المجال.

الكاتبة: مونيكا هوغين / شمس العياري

تحرير: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد