إهدار ركلات الجزاء... ظاهرة ميزت موسم الدوري الألماني
٢٠ فبراير ٢٠١٧في الجولة 21 من الدوري الألماني لكرة القدم أهدر ثلاثة لاعبون ركلات جزاء، ليبلغ عدد ركلات الجزاء المهدرة في الموسم الحالي 18 ركلة. وتقول صحيفة "بيلد" إن 35 ركلة جزاء عانقت الشباك من بين 53 ركلة حصلت عليها مختلف الأندية الألمانية في البوندسليغا هذا الموسم. وبذلك تكون نسبة التهديف من ركلات الجزاء هي 66 بالمائة. وبالمقارنة مع الموسم الماضي (34 جولة) تم إهدار 18 ركلة من بين 86 ركلة، ما يعني تسجيل 68 هدف، أي بنسبة نجاح بلغت 79 في المائة.
رقم قياسي
وشهدت الجولة السابعة من البوندسليغا هذا الموسم أكبر عدد لركلات الجزاء المهدرة في جولة واحدة في تاريخ المسابقة التي بدأت عام 1963. حيث جرى أهدار سبع ركلات من بينها خمس في يوم واحد. ومن بين اللاعبين الذين أهدروا ركلاتهم في تلك الجولة النجم الغابوني أوباميانغ، نجم دورتموند.
لكن من الطريف أيضا أن لاعبي مونشغلادباخ أهدروا في تلك الجولة ركلتين في مباراتهم أمام هامبورغ. الأولى سددها اللاعب هان فتصدى لها رينيه أدلر حارس هامبورغ. أما الثانية فسددها شتيندل، لكن عارضة مرمى أدلر تصدت لها.
كما أهدر إميل فورسبرغ لاعب لايبزيغ ركلة جزاء في نفس الجولة أمام فولفسبورغ. والطريف في الأمر أنها مرت بعيدا عن القائم الأيمن لحارس فولفسبورغ بمقدار 1.22 متر.
في الجولة التاسعة سجل أنطوني موديست لاعب كولونيا ثلاثة أهداف في مرمى هامبورغ. وفي نفس المباراة أهدر ركلة جزاء حيث اصطدمت تسديدته بقائم مرمى رينيه أدلر.
وأهدر أليكس ماير لاعب أينتراخت فرانكفورت ركلتي جزاء، أولهما كانت في الجولة الأولى مباشرة أمام شالكه. أما الثانية فكانت أمام فولفسبورغ في الجولة 15. والغريب أنه عندما حصل فرانكفورت على ركلة جزاء أمام أنغولشتات في الجولة 21 تقدم ماكاتو هاسيبى للتسديد، بدلا من ماير، لكن حارس دارمشتات تمكن من صدها أيضا.
كما أضاع شيشاريتو نجم بايرلفركوزن ركلتي جزاء أحداهما أمام فرانكفورت والأخرى أمام فرايبورغ. وأضاع زميلاه أرانغويز وتشالهان أوغلو ركلتي جزاء أيضا ليكون بايرليفركوزن عموما هو أكثر الأندية، التي أهدر فيها لاعبوها ركلات الجزاء هذا الموسم، حتى الآن، حيث أضاع اللاعبون الركلات الأربعة التي حصلوا عليها.
نصائح لحراس المرمى ومسددي ركلات الجزاء
بالنسبة للركلات التي أهدرها لاعبو البوندسليغا فقد صدها الحارس ببراعة أو لأنها كانت ضعيفة، كما ارتطمت بالقائم أو العارضة. وغيرها ذهب عاليا فوق العارضة أو بعيدا عن القائم. ويقول موقع "سوكردريلز" الألماني، إن لحظة تسديد ركلة الجزاء هي أكثر اللحظات التي يتعرض فيها لاعب الكرة لضغوط.
ويقدم ينس هوير أخصائي علم النفس الرياضي نصائح للاعب الذي يسدد الكرة قائلا، إن طول المرمى 7.32 متر وارتفاعه 2.44 متر ما يعني أن مساحته 18 مترا مربعا. ولا يمكن لحارس المرمى أن يغطي أكثر من ثلث تلك المساحة. ومثلا لو سدد اللاعب الكرة بسرعة 70 كيلومتر في الساعة فإنها تصل المرمى خلال نصف ثانية، ورد الفعل البشري يستغرق 0.2 من الثانية فإذا انتظر الحارس حتى يرى إلى أين تذهب الكرة فإن الوقت لا يكفيه في أغلب الأحيان. ولذلك تكون فرصة التسجيل بالنسبة لمسدد الكرة أكبر من فرصة صدها.
وتشير الإحصائيات التاريخية إلى أن نسبة 90 في المائة تقريبا من ركلات الجزاء في كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية تم تسديدها بنجاح. وهذا وحده يمثل جانبا إيجابيا بالنسبة لحارس المرمى. حيث يكون الضغط أكثر على من يسدد الكرة. فركلات الجزاء في كثير من الأحيان تكون مصيرية، وفاصلة بين الفوز والخسارة في أكبر البطولات. وهنا يتذكر الجمهور بعدها اللاعب الذي أخفق في التسديد وليس حارس المرمى، الذي لم يتمكن من صد الكرة.
ويقوم حراس مرمى بالتحرك على الخط حسبما هو مسموح به ثم الارتماء في جانب من جانبي المرمى.أحيانا ينجحون في صد الكرة، لكن الأمر يتوقف في النهاية على أعصاب اللاعب الذي يسدد. ويقول ينس هوير لموقع "سوكردريلز" إنه بإمكان حارس المرمى تشتيت انتباه مسدد ركلة الجزاء "لكن في النهاية يتوقف الأمر على من يسدد الركلة وعلى مدى تأثره ذهنيا بما يقوم به حارس المرمى."