إيران تنتقد أوروبا لـ"عدم وفائها" بالتزامات الاتفاق النووي
٨ سبتمبر ٢٠١٩جاءت تصريحات رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي عندما كان يتحدث للصحافيين بجوار المدير العام بالنيابة للوكالة الدولية للطاقة الذرية كورنيل فيروتا الذي يزور طهران ليوم واحد. وتأتي هذه الزيارة غداة إعلان طهران بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة من شأنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصّب، في خفض جديد لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وهذه ثالث خطوة تتخذها إيران للتنصل من التزاماتها في الاتفاق النووي في محاولة لإجبار سائر موقعي الاتفاق على الوفاء بالتزامهم عبر تخفيف العقوبات الأميركية.
وتحاول بريطانيا وفرنسا وألمانيا إنقاد الاتفاق النووي الذي بات في خطر منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه بشكل أحادي الجانب العام الفائت وبدأ بإعادة فرض إجراءات عقابية ضد إيران.
وقال صالحي للصحافيين "كان من المفترض أن يكون الاتحاد الأوروبي بديلا من الولايات المتحدة لكن لسوء الحظ فشلوا في الوفاء بوعودهم".
وقال في إشارة إلى التسمية الرسمية للاتفاق، خطة العمل الشاملة المشتركة "سمعنا المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي يقول إنهم ملتزمون بخطة العمل الشاملة المشتركة طالما كانت إيران ملتزمة بها". وتابع متهكما "أنا أتساءل: هل هم ملتزمون بعدم الالتزام؟ لسوء الحظ، قام الأوروبيون بذلك حتى الآن".
ووصف صالحي الاتفاق النووي بأنه بات "طريقا باتجاه واحد". وقال إنّ "الطريق كان من المفترض أن يكون باتجاهين. اذا كان سيصبح اتجاها واحدا، ستتخذ الجمهورية الإسلامية القرارات الصحيحة في الوقت الصحيح مثلما فعلت في هذه الخطوات الثلاث". وخلال زيارته تم إبلاغ فيروتا بـ"الأنشطة (الإيرانية) المعلنة المتعلقة ببحوث وتطوير أجهزة الطرد المركزي"، بحسب ما جاء في بيان للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي آخر تقرير أصدرته في 30 آب/أغسطس، ذكرت الوكالة الدولية أنها تواصل التحقق من مدى امتثال إيران لنصوص الاتفاق من خلال الكاميرات وعمليات التفتيش التي تجريها.
لكنها لمحت إلى قلقها حيال قدرتها على مواصلة عمليات التفتيش قائلة إن "التواصل المستمر (...) يحتاج إلى تعاون كامل وفي الوقت المناسب من قبل إيران".
وحضّت فرنسا التي تقود الجهود الأوروبية لإنقاذ الاتفاق الأحد إيران على وقف تحركاتها باتجاه تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن "قنوات الحوار لا تزال مفتوحة حتى اليوم" لكن "على إيران التخلي عن هذا النوع من الأعمال".
ويرمي الاتفاق أساسا إلى تخفيف العقوبات المفروضة على إيران في مقابل وضع قيود على برنامجها النوويّ. وبموجب الاتفاق النووي يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد مركزي من الجيل الاول "آي آر -1".
ورغم الإجراء الإيراني الأخير، شددت طهران على أنها ستواصل السماح لمفتشي الأمم المتحدة بمراقبة منشآتها النووية، تماشيًا مع ما ينص عليه الاتفاق النووي. ورداً على ذلك، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن مفتشيها على استعداد للتأكد من مدى امتثال إيران للاتفاق.
وأجرى فيروتا أيضا مباحثات مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وتأتي زيارة فيروتا لطهران قبل يوم من اجتماع فصلي مرتقب لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، ستتم فيه مناقشة مهمتها للتحقق والمراقبة في إيران.
بموازاة ذلك ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء نقلا عن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن ناقلة إيرانية، تقع في محور نزاع بين طهران والغرب، سلمت شحنتها بعد رسوها على ساحل البحر المتوسط. وأضافت الوكالة نقلا عن عباس موسوي "ناقلة النفط الإيرانية أدريان دريا رست في نهاية المطاف عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط... وأفرغت حمولتها".
وكانت الناقلة أدريان داريا1 قد أغلقت أجهزة الارسال والاستقبال قبالة الساحل السوري الأسبوع الماضي والتقطت أقمار صناعية صورا لها وهي قبالة ميناء طرطوس السوري. واحتجزت سلطات جبل طارق الناقلة للاشتباه في انتهاكها لعقوبات مفروضة على سوريا. وقالت إيران في أواخر أغسطس آب إنها باعت النفط الذي كانت تحمله الناقلة وإن الجهة التي اشترته هي التي ستحدد وجهة الشحنة.
م.أ.م/ ي.ب ( رويترز، أ ف ب)