إيطاليا تُنهي الحلم الألماني بالفوز بكأس العالم
٥ يوليو ٢٠٠٦في مباراة ساخنة ومثيرة حتى آخر لحظة تغلب المنتخب الإيطالي على نظيره منتخب البلد المضيف بثنائية نظيفة منهياً بذلك الحُلم الألماني بالسفر إلى ملعب برلين الأولمبي في الـ 9 من يوليو 2006 لخوض المباراة النهائية على لقب كأس العالم. ظل التعادل السلبي سيد الموقف حتى الدقيقة الـ 118 من الشوط الإضافي الثاني حين أحرز فابيو غروسو هدف إيطاليا الأول قبل أن يُضيف زميله نجم خط الوسط الإيطالي أليساندرو ديلبييرو الهدف الثاني لإيطالياً ممهداً الطريق أمامها للخروج منتصرة من المباراة ولبلوغ نهائي البطولة. وبهذا الفوز واصل الإيطاليون سلسلة انتصاراتهم على المنتخب الألماني الذي لم يفُز حتى الآن ولا مرة على الفريق الأزوري خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
الهزيمة الأولى للمنتخب الألماني على ملعب دورتموند
خاض المنتخب الألماني بقيادة مدربه الشاب يورغين كلينسمان 14 مباراة على أرض ملعب دورتموند لم يخسر منها ولا مباراة. إذ فاز بـ 13 وتعادل في واحدة. غير أن الإيطاليين كانوا اليوم مصممين على تغيير هذه الحقيقة وخلق واقع جديد. جاءت بداية المباراة حذرة من الفريقين اللذين حاول كل منهما في البداية جس نبض الآخر. وكانت الفرصة الجيدة الأولى للتسجيل من نصيب الفريق الإيطالي، لكن زيمونه بيروتا فشل في الدقيقة الـ 15 في قهر حارس المرمى الألماني يينس ليمان بعد أن نجح في مراوغة المدافعين الألمان. وأمسك الإيطاليون بعد ذلك بزمام الأمور ليُسيطروا على خط الوسط، لكن وعلى عكس مجريات اللعب كاد لاعب خط الوسط الألماني بيرند شنايدر أن يُحرز هدف التقدم لألمانيا في الدقيقة الـ 34 بعد أن تلقى تمريرة رائعة من زميله بودولسكي ليُسدد كرة صاروخية علت العارضة الإيطالية
وبعد ذلك بدقيقة نجح الحارس الألماني ليمان في التصدي لكرة قوية سددها صانع الألعاب الإيطالي فرانشيسكو توتي من ضربة حرة مباشرة من مسافة 35 متراً. وهكذا انتهى الشوط الأول دون أهداف، على الرغم من توفر بعض الفُرص الجيدة للتسجيل. وبعد الاستراحة كثف الألمان من هجماتهم على الدفاع الإيطالي الصلب الذي يصُعب على أي هجوم في العالم اختراقه. وبعد دقائق قليلة من بداية الشوط الثاني كاد ميروسلاف كلوزه أن يُحرز هدفه السادس خلال بطولة العالم الحالية بعد أن نجح في مراوغة ثلاثة مدافعين إيطال ليندفع إلى منطقة الجزاء، لكنه فشل في قهر حارس المرمى الإيطالي بوفون الذي يرى الكثيرون أفضل حارس مرمى في العالم.
فُرصة جيدة لميشائيل بالاك
وفي الربع الأخير من الشوط الثاني تراجع أداء الإيطاليين بعض الشيء وبدا على بعضهم الإرهاق. على الرغم من ذلك تتوفر فُرص كثيرة للتسجيل ولم تكُن هناك خطورة حقيقية على أي من المرميين إلا من الكرات الثابتة. وكان على المشجعين الألمان الانتظار حتى الدقيقة الـ 82 لمشاهدة فُرصة جيدة لفريقهم حين سدد كابتن الفريق الألماني بالاك كرة قوية من ضربة حرة مباشرة من مسافة18 متراً، لكن كرته مرت بجانب الزاوية اليُمنى للمرمى الإيطالي. وعلى الجانب الآخر فشل بيروتا في وضع فريقه الإيطالي في المقدمة عندما انفرد بالحارس الألماني ليمان الذي نجح في إبعاد الكرة عن مرماه ببراعة.
وهكذا ظل التعادل السلبي سيد الموقف حتى نهاية الشوط الثاني والوقت بدل الضائع من المباراة ليحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين. وهكذا كان على الفريق الألماني خوض شوطين إضافيين للمرة الثانية بعد لقائه مع الأرجنتين في الدور ربع النهائي. وفي مطلع الشوط الإضافي الأول حاول قائد الفريق الألماني إثارة صحوة لاعبيه وتحفيزهم إلى تقديم أفضل ما لديهم أمام الفريق الإيطالي القوي الذي قدّم في هذه المباراة أفضل أداء له منذ انطلاق البطولة.
المدرب الإيطالي مارسيلو ليبي يبحث عن الحسم
يبدو أن مدرب المنتخب الإيطالي أراد تجنب الركلات الترجيحية التي كانت دائماً تبتسم للفريق الألماني. لذا أجرى مارسيلو ليبي تبديلين هامين كان لهما أثرٌ كبيرٌ في حسم المباراة لصالح الإيطاليين. إذ استبدل ليبي لاعب خط الوسط كامورانيزي بالمهاجم فينسنتسو إكوينتا. وبعد 40 ثانية فقط نجح المهاجم الإيطالي الثاني جيلاردينيو في مراوغة الدفاع الألماني والتحكم بالكرة التي سددها قوية، لكن القائم تكفل بالتصدي لها حارماً الإيطاليين من التقدم. وبعد دقيقة واحدة فقد على ذلك تكفلت العارضة الألمانية بالتصدي لقذيفة صاروخية أطلقها زامبروتا من مسافة 12 متراً. بعد ذلك باتت سيطرة الفريق الإيطالي على معظم مجريات اللعب واضحة وكان الهدف الأول لإيطالياً عالقاً في الهواء ينتظر الوقت المناسب.
ولم يتردد المدرب الإيطالي في استنفاذ جميع الإمكانيات المتاحة، لذا أجرى ليبي تبديلاً آخر حين أشرك النجم البارز أليسندرو ديلبييرو في المباراة ليبدأ الفريق الإيطالي هجومه بأربعة مهاجمين بارعين هم: ديلبييرو وجيلاردينيو وإكويتا وفرانشيسكو توتي. غير أن ذلك أضعف الدفاع الإيطالي قليلاً الذي واجه بعض الصعوبات في التصدي للهجوم الألماني، لا سيما مهاجمه لوكاس بودولسكي الذي أضاع فُرصة جيدة لألمانيا عندما سدد كرة رأسية من مسافة 5 أمتار لم تعرف طريقها إلى المرمى الإيطالي. وبعد دقائق قليلة أضاع اللاعب ذاته فُرصة أخرى عندما سدد كرة صاروخية بيساره نجح الحارس الإيطالي بوفون في التصدي لها ببراعة.
الحلم الألماني يتبدد قبل دقيقتين من الركلات الترجيحية
وقبل دقيقتين من نهاية الشوط الإضافي الثاني تبدد الحلم الألماني بالسفر إلى برلين في الـ 9 من يوليو لخوض نهائي البطولة والفوز بلقب كأس العالم. ففي الدقيقة الـ 118 أحرز فابيو غروسو الهدف الأول لإيطاليا من تسديدة فنية رائعة سكنت شباك الحارس الألماني يينس ليمان. وكانمن الطبيعي أن يرمي الفريق الألماني بكل ثقله إلى الأمام لإدراك التعادل، لكنه لم ينجح في ذلك.
وفي اللحظات الأخيرة من المباراة اختتم أليساندرو ديلبييرو هجمة مرتدة للفريق الإيطالي بنجاح ليُضيف الهدف الثاني لإيطاليا التي بلغت بذلك نهائي البطولة. أما الفريق الإيطالي فلم يبق أمامه الآن إلا خوض مباراة تحديد المركز الثالث أمام الخاسر في مباراة فرنسا والبرتغال. وعلى الرغم من الهزيمة الموجعة احتفل مشجعو المنتخب الألماني في ملعب دورتموند بفريقهم وشكروه على الأداء القوي والعروض الجميلة التي قدمها خلال بطولة العالم لكرة القدم 2006.
علاء الدين موسى