الرئيس الإيطالي يقبل استقالة رئيس الوزراء
٢١ يوليو ٢٠٢٢قبل الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا اليوم الخميس (21 يوليو/تموز 2022)استقالة رئيس الوزراء ماريو دراغي في أعقاب انهيار حكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها إثر سحب ثلاثة أحزاب في الحكومة الائتلافية دعمها لحكومته.
وقالت الرئاسة الإيطالية في بيان إن رئيس الوزراء ماريو دراغي قدم استقالته اليوم إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا الذي طلب منه البقاء في منصبه لتصريف الأعمال.
ولم يذكر البيان ما إذا كان ماتاريلا سيحل البرلمان أو سيدعو إلى انتخابات مبكرة في أكتوبر/تشرين الأول.
خلافات حزبية متصاعدة
وكانت ثلاثة أحزاب منضوية في ائتلاف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أعلنت الأربعاء أنها لن تشارك في تصويت الثقة بحكومته، بعدما فشلت مفاوضات هدفت إلى إيجاد أرضية مشتركة بين كل الأطراف.
وأفاد حزب "فورزا إيطاليا" (يمين وسط) و"الرابطة" (يسار متشدد) و"حركة خمس نجوم" الشعبوية مجلس الشيوخ بعدم نيتها التصويت، ما يعني وأد مساعي دراغي لحل الأزمة السياسية.
وكان دراغي قد تولى رئاسة حكومة "وحدة وطنية" في مطلع العام 2021 مهمتها التصدي للجائحة والأزمة الاقتصادية التي نجمت عنها. لكنّه قدّم في 14 تموز/يوليو استقالته لماتاريلا الذي سارع لرفضها.
واعتبر دراغي أن حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها وتضم أطيافاً تراوح من اليسار وصولاً إلى اليمين المتطرف، لم تعد شرعية بعد مقاطعة حركة خمس نجوم التي تشهد خلافات في صفوفها وتدهوراً في شعبيتها، في اليوم نفسه تصويتاً على الثقة في مجلس الشيوخ.
وأكد دراغي في خطابه أمام مجلس الشيوخ أن "الحل الوحيد، إذا كنا لا نزال نريد البقاء معاً، يكمن في إعادة بناء هذا الميثاق من أساساته، بشجاعة وتفان ومصداقية"، مضيفاً "هذا ما يطالب به الإيطاليون".
أزمة اقتصادية
ودراغي حاكم سابق للمصرف المركزي الأوروبي، وأظهرت الاستطلاعات أن ثلثي الإيطاليين كانوا يتمنّنون أن يبقى "سوبر ماريو" - بحسب ما يصفونه - على رأس الحكومة.
وشدد دراغي في وقت سابق على أن "إيطاليا قوية بوحدتها"، مضيفاً أن التحديات المحلية من إنعاش اقتصادي ومكافحة التضخم وإيجاد وظائف، والخارجية من تحقيق الاستقلالية على صعيد الطاقة والحرب في أوكرانيا، التي تواجهها إيطاليا والاتحاد الأوروبي "تتطلب حكومة تكون حقا قوية ومتضامنة وبرلمانا يواكبها عن قناعة".
وبدا المصرفي البالغ 74 عاماً والذي لم يتولَّ سابق أي منصب سياسي، حازماً مع الأحزاب السياسية بقوله "إيطاليا ليست في حاجة إلى ثقة صورية تختفي أمام تدابير صعبة يتعيّن اتّخاذها".
ووجّه سؤالاً مباشراً إلى الأحزاب والبرلمانيين قائلاً: "هل أنتم مستعدون لإعادة بناء هذا الميثاق؟ هل أنتم مستعدون للتأكيد على هذا الجهد الذي بذلتموه في الأشهر الأولى والذي ضعف لاحقاً؟"، وأكد دراغي أن "كل الإيطاليين" يريدون "إجابة على هذا السؤال".
وتعتبر وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن الأوضاع في إيطاليا تعكس "ضبابية سياسية كبرى"، ما يزيد من صعوبة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والمالية.
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ، رويترز، ا ف ب)