احتدام الجدل حول إشراك قوى طالبان المعتدلة في مؤتمر حول أفغانستان
٤ أبريل ٢٠٠٧
أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير عن تأييده لفكرة كورت بيك، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي حول عقد مؤتمر للسلام حول أفغانستان تشارك فيه قوى حركة طالبان المعتدلة. وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة "تاجس شبيغل" البرلينية إن الحكومة الأفغانية "ترغب في إشراك كافة القوى التي تنبذ العنف وتتصرف بشكل بناء تجاه الحكومة."
من جانبه شدد بيك على فكرته، قائلا في تصريحات لدويتشه فيله إنه يؤيد فكرة إشراك الجماعات المعتدلة في حركة طالبان في المؤتمر، إلا أنه وضع في الوقت نفسه حدودا لفكرته مؤكدا أن من يتورط في قتل البشرلا يمكن أن يكون شريكا في المفاوضات.
بيك: "نعم لمشاركة القوى المعتدلة"
وكان رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كورت بيك، تحدث خلال زيارته الأخيرة إلى كابول عن إمكانية دعوة عناصر من طالبان لحضور مؤتمر حول أفغانستان تشارك فيه الولايات المتحدة وتستضيفه ألمانيا. من جانبها، أبدت الحكومة الالمانية تحفظا أوليا على هذه الدعوة.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الألمانية، توماس شتيغ امس الثلاثاء في برلين بأن الحكومة ستناقش بدقة نتائج المباحثات التي قام بها كورت بيك أثناء زيارته لأفغانستان. ومع ذلك جاءت تصريحات المتحدث وكأنها محاولة لإعادة تفسير الاقتراح. وأوضح المتحدث أن بيك "استحسن فكرة المسؤولين الأفغان الذين اجتمع معهم خلال الأسبوع الماضي باستمالة المعارضة المعتدلة التي تنبذ العنف وتؤيد إعادة إعمار البلاد، وهو الأمر الذي سيشجع الآخرين على العودة إلى صفوف المجتمع المدني." ونفى المتحدث وجود خلاف بين أحزاب الائتلاف الحاكم المكون من اتحاد الحزبين المسيحيين المحافظين والحزب الاجتماعي الديمقراطي حول السياسة المتبعة في أفغانستان مشيرا إلى البنود الواضحة التي اتفق عليها في هذا الشأن في أيلول/سبتمبر 2006.
المحافظون يعارضون الاقتراح
أما المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي، إيكارد فون كلادين، فقال لصحيفة "برلينر تسايتونغ" إن هذا الاقتراح سيؤدي إلى زيادة نفوذ حركة طالبان" و"سيضر بسلطة حكومة كارزاي المنتخبة." كذلك عارض وزير التجارة في أفغانستان في حديث لصحيفة "نويه أوسنابريكر تسايتونغ" الألمانية الفكرة بالقول إنه لا يجوز أن يتم "تعريض الإنجازات الديمقراطية الإسلامية المتعلقة بالدستور للخطر." ومع ذلك أضاف الوزير أنه يؤيد التحاور مع العناصر التي تخلت عن العنف في حركة طالبان. إلا أن ردود الفعل على تصريحات بيك لم تقتصر على الانتقاد والتحفظ فحسب. حيث أيد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض، يورغن ترتين دعوة جميع أطراف النزاع إلى الحوار. كذلك قال خبير الشؤون الخارجية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، غيرت فايسكيرشين إن اقتراح بيك "يستحق التفكير فيه".
بيك يدافع عن اقتراحه
وفي مقابلة مع دويتشه فيله اليوم الثلاثاء، قال كورت بيك إنه "لا يجوز تجاهل" الفكرة التي اقترحها. وأوضح أنه يجب بحث السبل التي تؤدي إلى الاتفاق مع العناصر التي تجنح إلى الصلح من أجل دعم الاستقرار في جنوب أفغانستان. وأضاف بيك: " من يقتل البشر ليس شريكا للتفاوض،" ولكنه أشار إلى وجود أطراف ذوي نفوذ في جنوب أفغانستان يمكن التفاوض معها.
وكانت ألمانيا قد استضافت في السابق ثلاث مؤتمرات حول أفغانستان، إلا أن حركة طالبان لم تكن مدعوة لحضورها. وعقد أول مؤتمر لأفغانستان في عام 2001 في قصر بيترسبيرغ قرب مدينة بون ووضعت فيه أسس المهام التي تنفذها القوة الدولية (إيساف) في أفغانستان. ثم تبع ذلك مؤتمر آخر عام 2002 عقد في نفس المكان. أما المؤتمر الأخير فعقد عام 2004 في العاصمة الألمانية برلين.