عشرات القتلى في اعتداء بيشاور الاربعاء وكلينتون تواصل زيارتها لباكستان
٢٩ أكتوبر ٢٠٠٩صرح مسؤولون باكستانيون اليوم الخميس (29 اكتوبر/تشرين اول) بأن محصلة ضحايا انفجار السيارة المفخخة الذي وقع أمس في مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان ارتفعت إلى أكثر من 105 قتلى، بينما لم يتم بعد التعرف على أصحاب بعض الأشلاء التي تناثرت جراء الهجوم.
ولم تتبن أي جهة بعد اعتداء الأربعاء، الذي يعد الأعنف في باكستان منذ عام 2007 ، لكنه يأتي في إطار سلسلة من الهجمات التي يشنها مسلحو طالبان على عدد من الأهداف وتضمنت مكاتب للأمم المتحدة والجامعة الإسلامية ومؤسسات أمنية وحتى مركز تابع للجيش الباكستاني، وذلك تزامنا مع الحملة العسكرية التي يشنها الجيش في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
ويواصل رجال الإنقاذ عملهم اليوم، بحثا عن جثث أو ناجين تحت الحطام. وأوضح أصحاب المحال أنهم تلقوا رسائل نصية على هواتفهم الجوالة تحذرهم من هجوم محتمل على السوق. بينما نقلت صحيفة "مشرق" الصادرة باللغة الأردية عن التاجر الكبير توصيف أحمد القول إن المسلحين طلبوا منهم عدم السماح للنساء بدخول السوق. ويتوقع تشييع العديد من القتلى اليوم الخميس في بيشاور، في حين أغلق التجار محلاتهم في حداد يدوم ثلاثة أيام.
إدانة دولية واسعة
وأدانت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي الاعتداء معتبرة انه يشكل "أحدث مثال على العنف الوحشي" السائد في باكستان. موضحة أن "الاتحاد الأوروبي يجدد في هذه المناسبة دعمه لحكومة وشعب باكستان". وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد أدان الاعتداء ووصفه بـ "البشع".
كما أدان وزير الخارجية الألماني الجديد جيدو فيسترفيله الاعتداءات الدموية في كل من أفغانستان وباكستان. وقال فيسترفيله أمس الأربعاء في أول ظهور له أمام البرلمان الألماني بعد تعيينه وزيرا للخارجية "نحن ندين بكل شدة هذه الاعتداءات البشعة". وأضاف الوزير إن وقوع مثل هذه الهجمات يفرض على المجتمع الدولي مواصلة وضع الاستراتيجية المتكاملة من أجل استقرار الأوضاع في أفغانستان وباكستان.
"توقيت الهجوم كان متوقعا"
الخبير الألماني في مؤسسة هيانرش بُل غريغور انسته لم يبد اندهاشه من توقيت الهجوم خلال لقائه مع صحيفة تاجس شبيغل الألمانية، واعتبر أن حركة طالبان أرادت إرسال إشارة في الوقت الذي تزور فيها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون البلاد. وأنحى انسته باللائمة على الجيش الباكستاني في استعادة حركة طالبان في باكستان قوتها، فبعد مقتل مؤسس حركة طالبان في باكستان بيت الله محسود بصاروخ اطلقته طائرة اميركية في معقله في وزيرستان، لم تستثمر القوات الباكستانية صدمة طالبان، ورفض الجنود الباكستانيون مواصلة القتال لتزامنه مع شهر رمضان.
اما الباحث يوخن هيبلر من معهد أبحاث التنمية والسلام في جامعة دوسبورغ-اسن فقال للصحيفة إن المعركة ضد طالبان الباكستانية لن تحسم بالقوة العسكرية. فقد زادت قوة حركة طالبان في باكستان مستفيدة من ضعف بنية الدولة المركزية. ورأي هيبلر أن تقوية الهيكل الديمقراطي للدولة ومكافحة الفساد هما مفتاح الانتصار على طالبان. وأضاف أنه إذا كان بالإمكان تنصيب إدارة غير فاسدة في المنطقة الحدودية يثق فيها المواطنون، عندها ستضعف حركة طالبان، لأنها اكتسبت قوتها من إدعائها تحقيق العدالة.
كلينتون في لاهور
ووصلت هيلاري كلينتون وسط تعزيزات أمنية مشددة صباح اليوم الخميس إلى لاهور شرقي باكستان لزيارة عدة مواقع تاريخية ودينية ومقابلة مسؤولين سياسيين في منطقة البنجاب ولتشارك في طاولتين مستديرتين مع طلبة ورجال أعمال.
وتأمل واشنطن في توسيع علاقة ثنائية ينظر إليها العديد من الباكستانيين سلبا معتبرين أنها تقتصر فقط على التعاون العسكري في مواجهة طالبان والقاعدة. و كانت كلينتون التي دانت الاعتداءات بأشد العبارات أعلنت منح صندوق عام لمكافحة الفقر مساعدة بقيمة 85 مليون دولار. كما وعدت بتقديم 125 مليون دولار مساعدة لتحسين التمويل بالكهرباء.
(ي ب / أ ف ب / رويترز / د ب ا )
مراجعة: هيثم عبد العظيم