ارتفاع قياسي في عدد الألمان الذين يغادرون بلدهم بحثا عن فرص عمل أفضل
٢٠ مايو ٢٠٠٨كشفت بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا يوم أمس الاثنين (19 مايو/ أيار) أن عدد الألمان الذين هجروا البلاد العام الماضي كان أكبر من أي عام مضى منذ توحيد ألمانيا عام 1990، وذلك رغم الازدهار الاقتصادي الذي تشهده ألمانيا. وأظهرت الأرقام أن 165 ألف مواطن ألماني هجروا البلاد العام الماضي بزيادة 6 في المائة مقارنة بعام 2006. وأكثر المهاجرين هم من غرب ألمانيا وخاصة من برلين، حيث يشكل هؤلاء أكثر من 150 ألفا من هذا العدد.
البحث عن فرص عمل بشروط أفضل
واحتلت سويسرا المرتبة الأولى وتلتها الولايات المتحدة ثم النمسا وبولندا في ترتيب البلدان التي يتجه إليها هؤلاء المهاجرون الألمان. أما أسباب الهجرة إلى الخارج فلم يوضحها مكتب الإحصاء الاتحادي، ومقره فيسبادن. لكن معهد بحوث مستقبل العمل يرى أن أهم أسباب الهجرة تتمثل في البحث عن فرص توظيف أفضل وخاصة لذوي الكفاءات العالية، حيث توفر مثلا كل من سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية مثل هذه الفرص بشروط أفضل. و حسب نائب مدير المعهد المذكور، فيرنر ايشهورست، فإن أسواق العمل الخارجية توفر جوا مريحا للعمل، بالإضافة إلى فرص رعاية الأطفال وفرص تطوير المهنة. ويضيف ايشهورست بأن هناك شريحة من الباحثين عن العمل لا تجد توفر فرص عمل في ألمانيا نظرا لتقدم العمر بهم أو لأنهم لا يحملون مؤهلات عليا ولذلك يفضلون الهجرة إلى الخارج.
الهجرة العكسية
وفي حين يهاجر الألمان من بلادهم فإن عدد الأجانب القادمين إلى هذا البلد قد ازداد في العام الماضي بنسبة 2 في المائة عن العام السابق له، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الاتحادي. في حين ازداد عدد الألمان العائدين إلى بلادهم في العام الماضي بنسبة 8 في المائة عن العام الذي سبقه، إذ بلغ عدد هؤلاء 111 ألفا عام 2007.
و بالجملة فإن عدد الذين غادروا ألمانيا بلغ 635 ألفا، بينما بلغ عدد الذين قدموا إليها سواء من الألمان أو الأجانب 683 ألف مهاجر في عام 2007.
وتعزز هذه الأرقام المخاوف من أن ألمانيا مقبلة على أزمة ديموغرافية، حيث يتخوف بعض الخبراء من أن تناقص سكان ألمانيا وزيادة عدد كبار السن منهم سيصيب أكبر اقتصاد أوروبي بالشلل في العقود المقبلة.