ارتياح غربي لقرار إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب ولبنان يدعو لمراجعته
٢٢ يوليو ٢٠١٣في أول رد فعل له على قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري لحزب الله الشيعي اللبناني على قائمة المنظمات الإرهابية، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله إن هذا يعد إشارة على "المصداقية". وجاء القرار على خلفية الاشتباه في تورط الحزب الشيعي في هجوم وقع قبل نحو عام على حافلة كانت تقل سياح إسرائيليين في بلغاريا وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص بالإضافة إلى منفذ الهجوم.
وأوضح الوزير الألماني اليوم الاثنين (22 يوليو/تموز) أن هذا الأمر "لا يعد بالنسبة لنا قضية ايدولوجية، لكنه قضية يتعين تجميع الحقائق فيها". من جانبه قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني عن القرار الذي جاء بناء على مقترح من بلاده إن الجناح العسكري لحزب الله دفع فاتورة الهجوم الذي وقع في بلغاريا. وأكد الوزير أن العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من جهة ولبنان من جانب آخر لن تتأثر بهذا القرار.
لبنان يدعو لمراجعة القرار الأوروبي
في المقابل وصف لبنان اليوم الاثنين قرارالاتحاد الأوروبي بالمتسرع. وقال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور وهو حليف وثيق للحزب اللبنانيإنه كان يجب إجراء مزيد من المناقشات قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة حتى لا تنعكس سلبا ويكون لها تداعيات على لبنان.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة نجيب ميقاتي إن "المجتمع اللبناني، بكل مكوناته، حريص على الالتزام بالشرعية الدولية والحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، ونحن سنتابع الموضوع عبر القنوات الدبلوماسية، متمنين لو أجرت دول الاتحاد قراءة متأنية إضافية للوقائع والمعطيات".
وقد أبدى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أمله اليوم الاثنين خلال استقباله رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان أنجلينا ايخهورست أن يعيد الاتحاد الأوروبي النظر في القرار الأوروبي. وذكر بيان لبناني رئاسي مساء اليوم أن سليمان استوضح من ايخهورست حيثيات وخلفيات قرار مجلس الوزراء الأوروبي. وقال البيان إن سليمان أعرب عن أمله في أن "يعيد الاتحاد النظر في قراره من منطلق الحرص على عدم اتخاذ قرارات متسرعة وصون الاستقرار في لبنان وتثبيت الخيارات الأساسية التي تبحث في إطار هيئة الحوار الوطني وتتناول بشكل أساسي إعلان بعبدا والتصور الرئاسي للاستراتيجية الوطنية للدفاع".
الحد من قدرة حزب الله على التحرك
وتوقع وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس أن يؤدي قرار الاتحاد الأوروبي إلى الحد من " قدرته(حزب الله) على العمل". وأضاف :" أشعر بالرضا بأننا اتخذنا اليوم هذه الخطوة المهمة بالتعامل مع الجناح العسكري لحزب الله وتجميد أرصدته وإعاقة نشاطه في مجال جمع الأموال، ومن ثم الحد من قدرته على العمل". وقال:" أمر جيد أن قرر الاتحاد الأوروبي وصف حزب الله بما هو عليه: منظمة إرهابية".
أما في تل أبيب فقد شكر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في رسالة الزعماء الأوروبيينعلى إدراج الجناح العسكري لحزب الله الشيعي على قائمة المنظمات الإرهابية. وقال بيريز في رسالته إن القرار "خطوة مهمة وضرورية نحو وضع نهاية لنشر الإرهاب في العالم"، وفقا لبيان من مكتبه.
وأضاف :"التأثيرات المدمرة للإرهاب ليست قاصرة على الشرق الأوسط. كما شاهدنا في الهجوم المروع في بلغاريا، يضرب حزب الله في جميع أنحاء العالم بما في ذلك داخل أوروبا ، حيث يستهدف بدون تمييز المدنيين الأبرياء". وتابع الرئيس الإسرائيلي :"قراركم يوجه رسالة واضحة للمنظمات الإرهابية والدول التي تأويها أنه لن يتم السماح بأعمالها الدموية".
ومن المنتظر أن تتعرض الشركات والأفراد الذين لهم صلة بحزب الله لعقوبات تشمل حظر دخول دول الاتحاد الأوروبي وتجميد الأرصدة المصرفية بناء على هذه الخطوة.
ووافق الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين على إدراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني على قائمته للمنظمات الإرهابية في تحرك نجم عن بواعث القلق بشأن دور حزب الله في تفجير حافلة ببلغاريا والحرب في سوريا. وأثارت الجماعة الشيعية اللبنانية القوية المتحالفة مع ايران مخاوف في اوروبا وأنحاء العالم في الشهور القليلة الماضية لدورها في إرسال آلآف المقاتلين لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في تدخل أثر على كفة الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في البلاد.
م. أ. م / م. س (د ب أ، رويترز)