1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استئناف محاكمة نتنياهو بتهمة الفساد بعد تأجيل بسبب حرب غزة

١٠ ديسمبر ٢٠٢٤

هاجم نتنياهو الإعلام أثناء إدلائه بأقواله في محاكمته بالفساد ونفى اتهامات له بالسعي لتغطية إخبارية تفضيلية. محاكمة تسلط الضوء على انقسام شعبي وارتباك سياسي في إسرائيل. وجاء بدء مثوله أمام المحكمة بعد تأجيل بسبب حرب غزة.

https://p.dw.com/p/4nyH4
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة محاكمة في تل أبيب 10.12.2024
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خاضع لمحاكمة جنائية بتهمة الفساد والاحتيال وسوء الأمانةصورة من: Menahem Kahana/REUTERS

  أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأقواله أمام محكمة في تل أبيب اليوم الثلاثاء (العاشر من ديسمبر / كانون الأول 2024) لأول مرة في محاكمته المستمرة منذ فترة طويلة في قضايا فساد، وقال إنه مستهدف من الإعلام بسبب سياساته الأمنية المتشددة.

ونتنياهو (75 عاما)، الذي تولى السلطة بشكل متواصل تقريبا منذ عام 2009، هو الزعيم الأطول بقاء في السلطة في تاريخ إسرائيل وأول رئيس وزراء في منصبه يُتهم بارتكاب جرائم. ويأتي إدلاء نتنياهو بأقواله في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل حربا في غزة واضطرابات في المنطقة، بما في ذلك في سوريا المجاورة.

وقالت المحكمة إن نتنياهو المتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة يجب أن يدلي بأقواله ثلاث مرات في الأسبوع، مما سيجبره على التنقل بين قاعة المحكمة وغرفة إدارة الحرب في وزارة الدفاع على بعد دقائق من مقر المحكمة.

وهاجم نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني وسائل الإعلام الإسرائيلية بسبب ما وصفه بموقفها اليساري، واتهم الصحفيين باستهدافه لسنوات لأن سياساته لا تتفق مع الدفع نحو إقامة دولة فلسطينية. وقال نتنياهو للقضاة الثلاثة المعنيين بالقضية "انتظرت ثماني سنوات حتى هذه اللحظة كي أقول الحقيقة... لكن أنا أيضا رئيس وزراء... أقود البلاد في حرب على سبع جبهات. وأعتقد أنني قادر على التوفيق بين المهمتين".
ويتهم ممثلو الادعاء نتنياهو بمنح مزايا تنظيمية قيمتها 1.8 مليار شيقل (حوالي 500 مليون دولار) لشركة بيزك تيليكوم إسرائيل مقابل تغطية إخبارية إيجابية عنه وعن زوجته سارة على موقع إخباري يديره رئيس الشركة السابق.

ونتنياهو متهم أيضا بالتفاوض على صفقة مع مالك صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية للحصول على تغطية إخبارية إيجابية مقابل إصدار تشريع يبطئ من نمو صحيفة منافسة. ونفي نتنياهو الاتهامات الموجهة إليه ودفع ببراءته. ووقف داخل منصة الشهود ولم يجلس طوال فترة إدلائه بأقواله في الصباح.

وقال: "لو كنت أريد تغطية جيدة، لكان كل ما كان علي فعله هو الإشارة إلى حل الدولتين... لو كنت قد تحركت خطوتين إلى اليسار لحظيت بالإشادة".  وصور نفسه في إجابات طويلة على أنه مدافع قوي عن أمن إسرائيل، وأنه يقاوم ضغوطا من قوى دولية ووسائل إعلام محلية معادية.

محاكمة في قاعة تحت الأرض

وكان نتنياهو مبتسما عندما دخل محكمة تل أبيب الجزائية في حوالي الساعة العاشرة صباحا (08:00 بتوقيت غرينتش). وتم نقل المحاكمة من القدس لأسباب أمنية غير معلنة، وعُقدت في قاعة محكمة تحت الأرض. وقبل أن يدلي نتنياهو بأقواله قدم محاميه أميت حداد للقضاة ما يعتبره الدفاع عيوبا أساسية في التحقيق. وقال حداد إن المدعين العامين "لم يكونوا يحققون في جريمة، بل كانوا يستهدفون شخصا".

كيف تغيرت مواقف الدول حول مذكرة نتانياهو في وقت وجيز؟

وتجمع بضع عشرات من المحتجين في الخارج بعضهم من المؤيدين له والبعض الآخر يطالبه ببذل المزيد من الجهد للتفاوض على إطلاق سراح نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة. وخلال فترة الحرب في قطاع غزة منذ أكثر من عام سُمح لنتنياهو بتأجيل بدء مثوله أمام المحكمة. لكن قضاة قرروا يوم الخميس الماضي 05 / 12 / 2024 أنه يتعين على رئيس الوزراء البدء في الإدلاء بأقواله.

ووجهت اتهامات إلى نتنياهو في عام 2019 في ثلاث قضايا تتعلق بهدايا من أصدقاء من فئة المليونيرات وبالسعي لمنح مزايا تنظيمية لأباطرة الإعلام مقابل تغطية إخبارية تفضيلية. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات. وفي الفترة التي سبقت موعد محاكمته عاد نتنياهو إلى خطاب ما قبل الحرب المألوف ضد سلطات إنفاذ القانون، ووصف التحقيقات ضده بأنها حملة شعواء. وينفي الاتهامات ويؤكد أنه غير مذنب.

انقسامات شعبية وارتباك سياسي

وقبل الحرب أدت المشاكل القانونية التي واجهها نتنياهو إلى انقسام شديد بين الإسرائيليين وأربكت السياسة الإسرائيلية خلال خمس جولات من الانتخابات. كما أدت محاولة حكومته العام الماضي 2023 للحد من صلاحيات القضاء إلى زيادة انقسام الإسرائيليين. وأدت حرب غزة إلى إبعاد محاكمة نتنياهو عن الاهتمام العام في إسرائيل، حيث اتحد الإسرائيليون في ظل حالة من الحزن والصدمة. ولكن مع استمرار الحرب انهارت الوحدة السياسية. 

وفي الأسابيع القليلة الماضية وبعد هدوء القتال على الجبهة اللبنانية اندلع صراع بين أعضاء حكومة نتنياهو -بمن فيها وزيرا العدل والشرطة- والسلطة القضائية. وتفاقمت مشاكله القانونية المحلية الشهر الماضي حين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحقه هو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في حرب غزة.

ع.م / ح.ز (رويترز ، أ ف ب)