استطلاع للرأي: الخوف من الإرهاب يتزايد بين الألمان
١٠ سبتمبر ٢٠٠٧تتزايد مشاعر الخوف من التعرض لاعتداء إرهابي بين بنود أخرى للمخاوف العامة التي لدى أولئك الألمان الذين تراودهم مشاعر مفزعة بأن شيئا ما على وشك الحدوث، وذلك حسبما أظهر استطلاع للرأي لإحدى شركات التأمين. ودأبت وكالة "آر اند في" R+V للتأمين التي توفر تأمينات ضد العديد من هذه المخاطر على تحسس تلك المخاوف الألمانية، وقالت في بيان لها إن أشد ما يُقلق المواطن الألماني العادي التضخم أو الإصابة بالشلل أو العجز مع تقدم العمر أو التعرض لضرر ما بفعل كارثة طبيعية.
غير أن النتائج التي تمخضت عن استطلاع شارك فيه 2400 شخص وأجري على مدى شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو الماضيين أظهرت أيضا أن الخوف من الإرهاب أزداد بنسبة 9 بالمائة خلال الشهور الـ 12 الماضية. وكان هذا النوع من الخوف الأسرع نموا بين الألمان. وتم التوصل إلى هذه النتائج قبل عملية اعتقال ثلاثة من المشتبه بهم في ألمانيا الأسبوع الماضي بتهمة شراء وحيازة مواد كيماوية لتصنيع قنابل والتخطيط للقيام بعملية قتل جماعي لحساب "اتحاد الجهاد الإسلامي" ذو الاتجاهات المتشددة.
المخاوف الاقتصادية في الصدارة
وعند منتصف الصيف كان نصف الألمان يخافون وقوع هجمات إرهاب، الأمر الذي أدى إلى صعود العنف السياسي إلى المرتبة السادسة في القائمة التي تشمل أشد المخاوف والمكونة من 16 فقرة. وفي استطلاع منفصل أجري يوم الأربعاء الماضي بعد عملية اعتقال أعضاء الخلية المتورطة بالتخطيط للهجمات أعرب 76 بالمائة ممن الأشخاص المشاركين عن خوفهم من الإرهاب. بيد أن أستاذ العلوم السياسية بجامعة هيدلبرغ مانفريد شميت، الذي قام بتفسير نتائج الاستطلاع لحساب وكالة "آر اند في" للتأمين، يختلف مع أولئك الذين يقولون أن الألمان يخافون بشكل عام أكثر مما تخاف شعوب أوروبية أخرى. فشميت يعتقد أن اختلافاتهم الكبرى عن مواطني بعض لدول الغربية الأخرى تعود إلى أن سقف مطالبهم من حكومتهم أعلى من مثيله بين أبناء تلك الأمم. كما أن الشعور لدى المواطن الألماني بأن الدولة تتخلى عنه يبرز كذلك خوفاً وقلقاً كبيران.
ورغم مخاوف الألمان من الإرهاب إلا أن الخوف من الزيادة المتسارعة لتكاليف المعيشة يظل أكبر هاجس يقلق مضاجع الألمان يتلوه في الرتبة الثانية القلق من حدوث كوارث طبيعية، إذ سجل موضوع الخوف من العواصف القاتلة وتغير المناخ ارتفاعا حادا هذا العام. وفي شرق ألمانيا ظل الخوف من فقدان الوظيفة والسقوط في دائرة الفقر قويا لكن المخاوف الاقتصادية تراجعت هذا العام برغم ذلك بالنسبة لألمانيا ككل.
تباين مخاوف الألمان
وأظهر المؤشر الخاص بالقلق لدى وكالة (آر اند في) تراجع المخاوف إلى 44 بالمائة بالتساوي مع المستوى السائد قبل عام 2001 . ففي عام 2004 و2005 ارتفع المؤشر إلى 55 بالمائة وهو أعلى مستوى خلال سنوات المسح الـ 16. جدير بالذكر أنه يطلب كل عام من 2400 شخص وضع ترتيب لمخوفهم من 1 ( قلق إلى حد ما) إلى 7 ( قلق جدا).
والمخاوف ليست واقعية دائما إنما تعكس في الغالب الموضوعات التي تُردد في الأخبار. وبينما ازداد الخوف الألماني من الإرهاب فان الخوف من الجريمة العادية ليس منتشرا، إذ أعرب 28 بالمائة فقط من الألمان عن خوفهم من التعرض للهجوم أو السطو على المنزل. كما أظهر 19 بالمائة فقط خوفهم من فشل زواجهم أو علاقتهم مع الشريك، وهى أقل نسب الخوف. ولاحظ شميت أن مسألة الخوف من فشل العلاقات الزوجية يستحق أن يأخذ حيزاً أكبر من مساحة مخاوف الألمان، فقد أظهرت الإحصاءات أن نحو 38 بالمائة من الزيجات في ألمانيا تنتهي بالطلاق.