استعدادات أوروبية لإطلاق حملة إنسانية لإنقاذ سكان مصراته الليبية

يستعد الاتحاد الأوروبي لإطلاق بعثة إنسانية عسكرية لمدينة مصراتة الليبية المحاصرة في غضون الأيام القليلة القادمة. وقد أطلعت كاثرين آشتون، مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن، أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، على استعداد الاتحاد الأوروبي للتحرك بهدف دعم نحو 300 ألف شخص من سكان المدينة يعيشون ظروفا تزداد خطورة وسوءا، حيث أنهم محرومون من الإمدادات الطبية والمياه والكهرباء وسط القتال الدائر بين قوات المعارضة والقوات الموالية للقذافي.

وأكدت آشتون استعداد أوروبا لتنسيق الجهود الدولية من أجل المدينة التي تقصفها القوات الموالية للقذافي بلا توقف منذ شهر ونصف الشهر. ووصف دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى الوضع في المدينة بأنه "مأساوي"، وقال إن "الأمم المتحدة بدأت تدرك خطورة الوضع" في مصراتة "ويمكن أن تضطر للجوء إلى الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة".

يجب الحصول على موافقة الأمم المتحدة

هذا ويشترط حصول الاتحاد الأوروبي على موافقة الأمم المتحدة قبل إرسال أي بعثة وإطلاق حملة لتقدم المساعدة الإنسانية لسكان مصراتة. وكانت دول الاتحاد الأوروبي اتفقت في الأول من نيسان/ابريل على مبدأ القيام بعملية عسكرية لأغراض إنسانية في ليبيا أطلق عليها اسم "يوفور ليبيا" لكن لم يحدد هدفها بدقة. وقد خصصت لها ميزانية تبلغ 7,9 مليون يورو وسيقودها الأدميرال الايطالي كلوديو غوديوزي من مقر للقيادة في روما، إلا أن هذه العملية لا يمكن أن تبدأ إلا بطلب من مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

من جهتها أعلنت الحكومة الألمانية عن استعدادها لتقديم مساهمة عسكرية في مهمة إنسانية أوروبية في ليبيا، مشددة في الوقت نفسه على أن ذلك لا يشكل تغييرا في سياستها الخارجية. وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت إن "وزيري الخارجية والدفاع أفادا يوم الأربعاء الفائت خلال جلسة مجلس الوزراء أنهما مستعدان مبدئيا لمشاركة الجيش الألماني في مهمة إنسانية للاتحاد الأوروبي في ليبيا" في حال تلقي طلب بهذا الشأن من الأمم المتحدة. وبذلك تكون ألمانيا تطبق القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي في الأول من نيسان/ابريل باستعداده لإطلاق هذه العملية.

ويمكن أن تسمح مهمة عسكرية إنسانية في مصراتة للاتحاد الأوروبي بتحسين صورته في ليبيا التي تغيب عنها بسبب الانقسامات العملية بين أعضائه حول التدخل العسكري.

(ع.ج/ آف ب، د ب آ)

مراجعة: عبده جميل المخلافي