استفحال الوضع الإنساني في باكستان بعد كارثة الفيضانات
٢ أغسطس ٢٠١٠تجتاح باكستان منذ أيام موجة سيول وفيضانات عارمة ضربت تحديداً شمال غرب البلاد. ويعاني جراء ذلك الملايين من الناس الذين انقطعت بهم السبل، إذ تقول آخر حصيلة للصليب الأحمر الدولي، إن أكثر من ألف وخمسمائة قتيل ذهبوا ضحية هذه الكارثة، فيما وصل عدد الذين لا مأوى لهم إلى أكثر من خمسة ملايين شخص. ويقول احد الناجين من الفيضانات "اضطر بعضنا أن يتعلقوا طيلة الليل بأغصان الأشجار، ومن الحكومة لا نرى لغاية الآن أية مساعدة أو أدوية، لا أغطية أو خيم للمبيت، لاشي إطلاقاً، لقد تركنا تماما نواجه مصيرنا بأنفسنا، إلى درجة أن بعض الناس تركوا أطفالهم القتلى على الطريق".
إرهاب، أزمة اقتصادية، وكوارث طبيعية
وتمثل هذه السيول اختبارا صعبا للحكومة الباكستانية التي تعاني أصلا ًمن أزمات أخرى كالعجز الاقتصادي الخانق ومشاكل أمنية جمة، أسوأها التحدي الذي يفرضه مقاتلو طالبان والقاعدة. كما تعاني من كارثة الفيضانات بعض المناطق المتضررة أصلاً من الحرب مع طالبان حسب قول المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "نيكي بينيت" والتي أكدت أن "إحدى هذه المناطق هي "سوات العليا" التي لا يمكن الوصول إليها برا، ولا نعرف حجم الكارثة هناك". يذكر أن سوات منطقة جبلية شهدت اكبر عملية نزوح للسكان في باكستان حيث تجاوز عدد النازحين مليوني شخص العام الماضي وذلك بسبب القتال بين مسلحي طالبان والقوات الباكستانية.
ويشارك الجيش الباكستاني بثلاثين ألف جندي لمساعدة المتضررين ،إذ يقول الجنرال عباس المسئول عن عمليات الإنقاذ: "لقد أبلغنا قواتنا في المناطق المنكوبة، بأن ينصبوا خياماً لمن فقدوا منازلهم، وان يوزعوا المساعدات على المتضررين". و رغم كل الصعوبات يكافح عمال الإغاثة لتوزيع المعونات على عشرات الآلاف من المحاصرين وسط المناطق المغمورة بالمياه والتي يصعب الوصول إليها بسبب تضرر الطرق والجسور. وتتوقع السلطات أيضا زيادة عدد القتلى إذ من المتوقع هطول المزيد من الأمطار الموسمية الغزيرة على شمال غرب البلاد هذا الأسبوع. ويؤكد الجنرال عباس بأن قواته قامت بإنقاذ ما يقارب العشرين ألف شخص من مناطق الفيضانات يوم أمس الأحد، إلا انه يعبر عن خشيته بالقول: "لقد دمرت المنطقة بأكملها، ونظن أن مدى الدمار كبير جداً إلى حد أننا نتوقع زيادة في عدد الضحايا".
باكستان بحاجة إلى مساعدات خارجية
من جهة أخرى أكد مسئول بالأمم المتحدة اليوم انه يتعين على المانحين الدوليين تقديم المزيد من المساعدات لباكستان، للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية تلوح في الأفق بسبب تداعيات الفيضانات الموسمية. وأضافت "نيكي بينيت" قائلة: "أشك فيما إذا كان المستوى الحالي للمساعدات الدولية يتناسب مع حجم الكارثة" وأضافت: "لا يزال هناك أكثر من27 ألف شخص في القرى الصغيرة معزولين عن باقي البلاد، ونحاول الوصول إليهم".
ويبدو أن لا طريق للوصول إلى هؤلاء المعزولين بسبب السيول غير الطائرات المروحية التي تكافح في سبيل نقل المساعدات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ويبدو أن مدينة بيشاور مهددة أيضاً، إذ أن المدينة بساكنيها الثلاثة ملايين قد حاصرتها المياه وانقطعت عن العالم الخارجي.
(ع. خ / د ب ا / أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: حسن زنيند