استمرار القتال في الخرطوم رغم إعلان هدنة العيد
٢٢ أبريل ٢٠٢٣تردد دوي قصف متقطع في العاصمة السودانية الخرطوم مساء أمس الجمعة (21 نيسان/ أبريل) رغم الهدنة التي أعلن عنها الجانبان المتحاربان، في حين قالت قوات الدعم السريع التي تخوض قتالا ضد الجيش السوداني إنها مستعدة للسماح بإعادة فتح المطارات لإجلاء الرعايا الأجانب.
وقالت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا وكوريا الجنوبية والسويد وإسبانيا إنها تجري استعدادات أو محاولات لإبعاد موظفيها بعد نحو أسبوع من العنف. وبدأت قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعا عنيفا على السلطة في مطلع الأسبوع. ولقي المئات حتفهم حتى الآن وبات السودان الذي يعتمد على المساعدات الغذائية على شفا كارثة إنسانية حسب وصف الأمم المتحدة.
وقال شاهد من رويترز إنالقصف المدفعياستمر حتى ساعة متأخرة في الخرطوم وإن كان أقل حدة مما كان عليه في وقت سابق اليوم. وقال جيش السودان وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين إنهما وافقا على هدنة لمدة ثلاثة أيام كي يستطيع شعب السودان الاحتفال بعيد الفطر. وجاء في بيان الجيش "تأمل القوات المسلحة أن يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها".
وحث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، المقاتلين على الالتزام بالهدنة قائلا إن القيادة العسكرية والمدنية في السودان يتعين أن تبدأ على وجه السرعة في مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار قادر على الصمود لمنع مزيد من الأضرار.
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي في وقت مبكر اليوم السبت إنه تلقى مكالمة هاتفية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. وأضاف حميدتي في منشور على حسابه على فيسبوك "أكدنا على ضرورة الالتزام بالوقف الكامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للعاملين في الحقل الإنساني والطبي لا سيما موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية".
وتبادل جنود الجيش ومسلحون من قوات الدعم السريع إطلاق النار في أحياء من العاصمة حتى أثناء صلاة العيد. واستمر دوي إطلاق النيران طوال أمس ولم يقطعه إلا ضجيج صوت المدفعية والضربات الجوية.
وأظهرت لقطات بطائرات مسيرة بضعة أعمدة دخان في أنحاء الخرطوم والمدن القريبة الأخرى التي تمثل معا واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا. وأودت المواجهات بحياة المئات في العاصمة وفي غرب السودان أساسا وتدفع ثالث أكبر دولة في قارة أفريقيا إلى كارثة إنسانية في بلد يعتمد ربع سكانه بالفعل على المساعدات الغذائية.
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة إن 413 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 3551 منذ اندلاع القتال في السودان قبل ستة أيام. ومن بين القتلى خمسة على الأقل من موظفي الإغاثة.
لم تتمكن دول أجنبية من بينها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وإسبانيا منإجلاء موظفي سفاراتها لأن المطار أصبح من بين ساحات القتال ولانعدام الأمن الجوي.
وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مواطنا أمريكيا قُتل في السودان، من دون الاستطراد في تفاصيل.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، إن المواطنين الأمريكيين في السودان يجب ألا يتوقعوا إجلاء منسقا من جانب الحكومة الأمريكية. وأضاف أنه يجب على المواطنين هناك اتخاذ ترتيباتهم الخاصة للبقاء في أمان.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد بإجلاء موظفي السفارة الأمريكية جوا، لكن قوات أمريكية تتمركز بالقرب من السودان لتقديم المساعدة إذا لزم الأمر.
مشكلة الطعام والمياه
يفاقم القتال صعوبة مغادرة السكان لمنازلهم والانضمام لحشود المغادرين من الخرطوم. وكان محمد صابر ترابي (27 عاما)، وهو من سكان الخرطوم، يرغب في زيارة والديه على بعد 80 كيلومترا من المدينة بمناسبة العيد.وقال إنه في كل مرة يحاول فيها مغادرة المنزل تحدث اشتباكات. وأضاف أنه حدث قصف الليلة الماضية والآن أصبح هناك وجود لقوات الجيش على الأرض.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "عددا متزايدا من الناس ينفد منهم الغذاء والمياه والكهرباء، من بينهم أشخاص في الخرطوم". واضطرّت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
ويتاخم السودان سبع دول ويقع بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة في أفريقيا. ويهدد القتال الدائر بتأجيج التوترات الإقليمية.
واندلعت أعمال العنف بسبب خلاف على خطة مدعومة دوليا لتشكيل حكومة مدنية جديدة بعد أربع سنوات من سقوط عمر البشير في احتجاجات حاشدة، وبعد عامين من انقلاب عسكري.
ويخوض الجانبان أيضا قتالا في إقليم دارفور في الغرب حيث تم توقيع اتفاق سلام جزئي في عام 2020 في صراع طويل أدى إلى توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد البشير.
ع.أ.ج/ هـ ش (رويترز، أ ف ب)