استمرار تدفق المساعدات إلى باكستان واستياء من تأخر وصولها إلى المناطق النائية
قضى المتضررون من الزلزال العنيف الذي ضرب صباح السبت الماضي باكستان والهند وأفغانستان ليلة باردة في العراء بانتظار المساعدات التي بدأت منذ أمس الأحد تتدفق على المناطق المنكوبة. وفي حين واصلت الأسرة الدولية تقديم المساعدات المالية والغذائية للناجين من الزلزال الذي بلغت حصيلته وفقا لآخر المعلومات الرسمية الواردة من إسلام أباد أكثر من 40 ألفا، أعرب المسؤولون الباكستانيون عن مخاوفهم من انتشار الأوبئة والأمراض بعد مرور أكثر من يومين على وقوع الكارثة. وعلى صعيد المساعدات الدولية، تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الباكستانية قبلت عرضا هنديا بتقديم مساعدات غذائية وطبية لمناطق متنازع عليها بين إسلام أباد ونيودلهي وتقع على خط السيطرة بين الشطرين الهندي والباكستاني في كشمير.
غالبية الضحايا من الأطفال
من بين عشرات الآلاف من ضحايا الزلزال نسبة كبيرة من الأطفال وطلاب المدارس. وقد نقل عن مسؤل في الجيش الباكستاني قوله إن "جيلاً كاملاً فقد في الزلزال" مضيفا أن أطفال المدارس هم أكثر تضررا. وتعرضت مباني ومدارس بكاملها للتدمير وما من أسرة أو بيت إلا وشملها الزلزال حسب تعبير مستشار الرئيس الباكستاني الذي قال أن فرق الإنقاذ تعمل على دفن جثث لأطفال كانوا تحت الأنقاض ولم يسأل عنهم أحد لأن أسر معظمهم قد قضت هي الأخرى على الأرجح.
أولوية قصوى للمساعدات العينية والفنية
وتوجهت مجموعات منظمات الإغاثة الدولية إلى منطقة الزلزال للمساعدة في عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة. وأرسلت الأمم المتحدة فريقا من الخبراء والمتخصصين لتنسيق جهود عمليات الإنقاذ في المنطقة. غير أن التقارير تشير إلى انه وحتى صباح اليوم الاثنين لم تكن أي من هذه المجموعات قد وصلت إلى المنطقة عدا المنظمات المحلية.
ويشكل تقديم المساعدات العينية للناجيين الذي تشردوا من بيوتهم ضرورة خاصة نظرا لحاجة هؤلاء الماسة إلى المستشفيات الميدانية والمواد الغذائية والماء والأدوية والخيام والبطانيات. وكان الرئيس برفيز مشرف قد وجه نداء للأسرة الدولية أشار فيه إلى حاجة بلاده إلى طائرات هيلوكبتر لإيصال المواد الغذائية والأدوية إلى المناطق المنكوبة ذات الطبيعة الجبلية الصعبة المفصولة عن العالم. فهناك، كما تشير التقارير الواردة من المناطق المنكوبة، مئات الآلاف الذين قضوا ليلتهم الثانية في العراء في ظل البرد القارس. وتتم عمليات الإنقاذ وإخراج الجثث من تحت الأنقاض من قبل السكان المحللين باستخدام وسائل بدائية ويقومون بإزاحة الأنقاض بأيديهم في الظلام الدامس والبرد الشديد أملا منهم في العثور على أحياء.
المساعدات المادية
واستجابة لدعوة الحكومة الباكستانية المجتمع الدولي إلى مساعدتها في التغلب على أثار الزلزال المدمر، وعدت الحكومات والمنظمات الدولية بتعزيز جهودها لمساعدة إسلام أباد وبإرسال المزيد من فرق الإنقاذ والمساعدات المادية والعينية للمناطق المنكوبة. وفي وقت كهذا فان "كل ساعة لها أهميتها بالنسبة لزلزال بهذا الحجم" حسب تعبير منسق الأمم المتحدة للمساعدات الطارئة، جان ايغلاند.
في هذه الأثناء أعلن البنك الدولي عن موافقته على تقديم عشرون مليون دولار كقرض لباكستان لإعادة إعمار المناطق المتضررة. وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة قدمت مساعدة أولى بقيمة 50 مليون دولار لباكستان التي تعد الحليف الرئيس لواشنطن في حربها على الإرهاب. كما اعنت كل من استراليا، والصين والهند وتركيا عن تقديمها مساعدات لباكستان. من الجانب العربي أعلنت الكويت تقديم 100 مليون دولار سيقدم نصفها في شكل مواد إغاثة بينما سيخصص النصف الاخر من قيمة المساعدة لاعادة إعمار البنى المدمرة. واعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها أرسلت فريق إنقاذ بينما أمرت السعودية بنقل مساعدات عاجلة وفرق إنقاذ
مساعدات ألمانية وأوروبية
أعلنت الحكومة الألمانية أنها خصصت مليون يورو لدعم الجهود الإنسانية في مساعدة منكوبي الزلزال، حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الألمانية. وأبدت ألمانيا استعدادها لرفع حجم المساعدة في حالة ما إذا تطلب الوضع ذلك. و قامت السفارة الألمانية والمنظمات الألمانية العاملة في مجال الإغاثة والمساعدة بالتواصل مع الجهات المختصة في باكستان لتنسيق جهود الإغاثة وتقديم المساعدات. كما يغادر اليوم فريق فني من 15 عضو إلى باكستان الغرض المساعدة وبالتعاون مع فريق مشابه من فرنسا. وتخطط منظمة الصليب الأحمر الألماني بإرسال أول طائرة مساعدات إلى المناطق المنكوبة.
من جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي عن استعداده لتقديم مساعدة أولية عاجلة بقيمة 3,6 مليون يورو لدعم الخدمات الطبية والمأوى والطعام والمياه الصالحة للشرب. وقال مفوض شؤون التنمية في الاتحاد الأوروبي لويس ميشيل إن الاتحاد الأوروبي " يأمل في ألا يزداد عدد الضحايا مع مرور الوقت،" معلنا أن بروكسل لن تتأخر في تقديم المساعدات المطلوبة. وأعلنت الحكومة الفرنسية أنها باشرت بإرسال فرق بحث ومساعدات فورية. من جانبها أعلنت الحكومة البريطانية أن فرق إنقاذ بريطانية وصلت إلى العاصمة الباكستانية لتقديم المساعدة المطلوبة.
تقرير: عبده جميل المخلافي