استياء داخل مجلس الأمن من الفيتو المزدوج وأوباما يطالب الأسد بالتنحي
٤ فبراير ٢٠١٢للمرة الثانية، ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا تستخدم روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدين سلوك الحكومة السورية تجاه مواطنيها. فقد صوتت روسيا والصين بالفيتو اليوم السبت (الرابع من شباط/ فبراير 2012) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدين القمع الدامي في سوريا. وخلافا لروسيا والصين أيدت بقية الدول الأخرى الـ 13 الأعضاء في مجلس الأمن مشروع القرار الذي طرحه الأوروبيون والعرب والذي يدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الأزمة في سوريا ويدين الانتهاكات.
بدورها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنه لم يكن ممكنا العمل بشكل بناء مع روسيا قبل التصويت الذي أجراه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مشروع قرار عربي غربي يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي. كما قالت الوزيرة الأمريكية في مؤتمر صحفي في مدينة ميونيخ الألمانية أن مشروع القرار استبعد تماما التدخل العسكري في سوريا.
استياء في مجلس الأمن
وأعربت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس عن غضبها من الفيتو الروسي الصيني المزدوج وأضافت بأنها "تشعر بالاشمئزاز من سلوك دولتين" أعاقتا صدور قرار حظي بموافقة الدول الأخرى. وأضافت رايس أن التعديلات التي أراد الروس إدخالها على القرار بـ "غير المقبولة".
بدوره قال السفير المغربي لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي الذي لعبت بلاده دورا أساسيا في صياغة القرار "أود التعبير عن خيبتنا وأسفنا الكبيرين" للفيتو الروسي والصيني.
كما ندد كل من السفير الألماني بيتر فيتيغ والفرنسي جيرار آرو بالفيتو الروسي الصيني معتبرين أنه "يوم حزين لمجلس الأمن وللسوريين ولأصدقاء الديمقراطية". كما ذكر المندوب الفرنسي بما أسماه مجازر حماة عام 1982 في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد والتي أودت بحياة الآلاف وكذلك بمقتل أكثر من 230 شخصا في حمص ليلة الجمعة السبت. من جانبه برر مندوب روسيا اعتراض حكومته على القرار في مجلس الأمن بكونه "لم يكن متوازنا".
أوباما: على الأسد التنحي!
وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد طالب في وقت سابق الرئيس السوري بشار الأسد بـ "التنحي" متهما نظام الأخير بقتل مدنيين في "هجوم مشين" على مدينة حمص. وحسبما أعلن ناشطون سوريون توفي ما يزيد عن 260 من المدنيين ليل الجمعة السبت من بينهم نساء وأطفال في حمص خلال عمليات قصف استخدم فيها الجيش النظامي السوري قذائف الهاون، بحسب ناشطين.
وأعلن اوباما أن مجلس الأمن "أمامه فرصة للوقوف بوجه وحشية نظام بشار الأسد التي لا تعرف هوادة وللإثبات بأنه مدافع جدير بالمصداقية عن حقوق الإنسان المدرجة في ميثاق الأمم المتحدة". وذلك في إشارة إلى جلسة مجلس الأمن التي قامت روسيا والصين بتعطيل صدور قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا عبر تصويتهما بحق النقض، وهو ما اثار حفيظة الإدارة الأمريكية.
تونس تدرس قطع العلاقات مع نظام بشار الأسد
وفي تطور آخر أعلن رئيس الجمهورية التونسية منصف المرزوقي أن تونس بدأت اجراءات سحب اعترافها بالحكومة السورية تحت قيادة الرئيس السوري بشار الاسد ولطرد السفير السوري المعتمد في تونس. كما قامت الحكومة الليبية بتسليم مبنى السفارة السورية في طرابلس للمجلس الوطني السوري المعارض، بعد إنزال العلم السوري عنها ورفع علم الاستقال بدلا عنه.
من جانبه اتهم وزير الإعلام السوري عدنان محمود المعارضة السورية بقصف حمص بهدف التأثير على المحاورات الجارية في مقر الأمم المتحدة بشان قرار حول الملف السوري. وقال الوزير السوري في تصريح لوكالة فرانس برس "إن المجموعات الإرهابية المسلحة أقدمت على إطلاق القذائف بشكل عشوائي على عدد من الشوارع والأحياء في مدينة حمص في تصعيد ممنهج لقتل المواطنين وترويعهم"، وذلك في إشارة إلى القصف الذي قامت به القوات السورية الرسمية بقصف حي الخالدية ووقوع أكثر من مائتين وخمسين قتيلا، حسب مصادر المعارضة.
(ك. خ/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو